منتخب المهاجمين يبدع مع برانديللي

لويجي جارلاندو

TT

من أجل الدخول في قلب المنتخب الإيطالي هذا، يتطلب الأمر فكرة أساسية لبرانديللي: «نحن نهاجم باللعب، وليس بخط الهجوم». إنه المبدأ الفعال لفريق برشلونة تحت قيادة غوارديولا، الذي أقصى المتخصصين من منطقة الجزاء لحساب المهاجمين المتحركين، الذين لا يمنحون نقاطا مرجعية ثابتة للخصم. ولهذا فإن غياب الكثير من رؤساء الحربة عن معسكر الآزوري في كوفرتشيانو (باتزيني، ماتري، جيلاردينو...) لا يُفسر بالأداء في موسم متذبذب. لقد استدعى المدير الفني ستة مهاجمين لا يعيشون على اللمسة الأخيرة فقط، وإنما يجيدون الربط بين الجمل التكتيكية للفريق. لقد استدعى برانديللي ستة منهم ويعتزم حملهم جميعا إلى أمم أوروبا، وهي نية تذهب إلى ما وراء البرنامج الفني - الخططي وتصير حاجة آيديولوجية، والمسمار الثالث في رأس منتخب إيطاليا الخاص به. وكان قد زرع الأول حينما وضع يده على الدفاع، حيث الظهيران المهاجمان المطلوب منهما الضغط باستمرار، والثاني يمتثل في خط وسط حظر متخصصي إعاقة الخصم ومنعهم من المرور إلى الأمام، وجعل من الاستحواذ على الكرة والسيطرة عليها ببراعة تذكرة زيارة له. المسار الثالث، تحديدا، هو الهجوم المتطور جدا، الذي سيكلف التضحية بأحد المدافعين. هذا هو المنتخب الإيطالي المسافر إلى أمم أوروبا بعد عامين بقيادة برانديللي، فريق يريد البناء والهجوم بشجاعة وحماس. لكن كيف سيفعل ذلك؟

في ضوء عامي التصفيات، فأكثر فكرة متوقعة هي تلك الخاصة بمهاجمين (كاسانو - روسي من قبل، والآن كاسانو - دي ناتالي)، مع لاعب وسط للدعم (مونتوليفو، تياغو موتا) في طريقة 4 - 3 - 1 - 2، التي استخدمها برانديللي طويلا. لكن ترشيح بالوتيللي، ذي الموهبة والقوة البدنية، لا يمكن مقاومته، فالفكرة القوية لخط الهجوم الآن تتمثل في الثنائي بالوتيللي - كاسانو، مع الأول الذي تم استدعاؤه ليقوم بالعمق المعروف به، والثاني للتحضير والربط. ومنذ تصريحاته الأولى، لم يتوارَ برانديللي، وقال: «نركز بقوة على ألعاب هذين النجمين». لكن عدد رؤوس الحربة الكبير يسمح للمدير الفني بخيارات كثيرة، وعلى سبيل المثال، تصير طريقة 4 - 3 - 1 - 2، التي تحدثنا عنها سلفا، فكرة أكثر هجومية بجوفينكو وديامانتي بدلا من صانع الألعاب المزعوم المعتاد. كما أن برانديللي مستعد للتسلح بثلاثي هجوم (بطريقة 4 - 3 - 3) ويعمل بشأنها، أو في نسخة مبسطة، وأكثر فنية وإبداعا من خلال بوريني، دي ناتالي وجوفينكو، أو في نسخة أكثر صلابة وقوة بدنية وقامة من خلال ديسترو ودي ناتالي وبالوتيللي.

لكن المدير الفني يظل غير متحمس على العكس بشأن فرضية الدفاع بثلاثة لاعبين وطريقة 3 - 5 - 2 المتعلقة بها، والتي تتيح ميزة الاستفادة من كتلة اليوفي ومن التغطية الطيبة لوسط الملعب، وستكون ثمينة في المباراة الأولى أمام إسبانيا، والحاصلة على دبلومة في الاستحواذ على الكرة. لكن بالنسبة لبرانديللي طريقة 3 - 5 - 2 مثلها مثل 5 - 3 - 2، كما لا يروق له الاستغناء عن لاعب وسط، بسبب فكره الراسخ ببناء هجمات بأكبر قدر ممكن. ولهذا جرب كثيرا في الساعات الأخيرة بديلا نادرا ما استخدمه خلال عامين من توليه قيادة المنتخب الإيطالي، وهي طريقة شجرة عيد الميلاد (4 - 3 - 2 - 1)، من خلال جوفينكو وكاسانو من خلف رأس حربة، في اختبار الخميس كان دي ناتالي (وبالوتيللي متوقف لتعرضه لكدمة)، ويوم أول من أمس من دون جمهور كان ماريو تحديدا. جوفينكو وكاسانو ليسا شرسين في الضغط، إلا أنهما قد يمنحان بعض الدعم لخط الوسط، شأنهم شأن بالوتيللي بقوته البدنية. من يدري إذا كانت هذه الفكرة ستجد مستقبلا فوريا، وفجأة. بالتأكيد، جوفينكو وكاسانو، وهما موهبتان نقيتان، ربما يكونان أيقونتا الآزوري الخاص ببرانديللي، الذي ولد لكي يؤدي.