نعمة العقود ونقمة المال

فيصل أبو اثنين

TT

المال هو عصب الحياة والشيء الذي من أجله يتقاتل الناس وعليه يختلفون ويتفرقون، فقلته ربما تكون مدعاة للفساد، كما أن كثرته مدعاة للتباهي والتفاخر والإسراف إلا من رحم ربي وشكر النعم وأعطاها حقها.

ولما انفتح باب الاحتراف على الرياضيين، وخصوصا لاعبي كرة القدم وأصبحت عقودهم بملايين الريالات «الله يزيدهم ويبارك لهم فيها» تبدلت حياة الكثيرين منهم من حال إلى حال، فكان الكثير منهم عاقلا شاكرا لأنعم الله وفضله، ولكن هناك الغالبية منهم، وخصوصا الصغار، أصبحت نقمة عليهم وعلى أهاليهم وأنديتهم ومجتمعهم حتى تمنى البعض من آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم توقف تلك الأموال عن أبنائهم لأنها أصبحت نقمة عليهم وجعلتهم يعملون بعض السلوكيات الخاطئة الخارجة عن العقل والدين بسبب توفر الأموال في يد من لا يحسن التعامل معها أو الاستثمار فيها فكانت سببا في تعاسة نفسه وأهله وناديه ومحبيه.

فالغالبية من النقاد والمتابعين والجماهير ينتقدون تردي نتائج ومستويات المنتخبات والأندية، بل وتراجعها بشكل مخيف عن السابق على الرغم من توفر الأموال والتجهيزات المتقدمة والمعسكرات الفاخرة والعقود الضخمة، ولكنهم تناسوا أن العقلية الاحترافية التي توجد في عقلية غالبية اللاعبين تختفي وتتلاشى على أرض الواقع أمام تلك المغريات المادية الكبيرة المتوافرة أمامهم من دون تهيئة نفسية وعقلية تتوافق مع تلك المبالغ الضخمة.

فالغالبية من اللاعبين يأتون من بيئة متوسطة أو بسيطة، وفجأة تهبط عليهم الملايين من الريالات!! فجعلت الكثير من أصدقاء السوء يهبون إلى تهيئة الأجواء الفاسدة والطرق الملتوية في إفسادهم والاستفادة منهم وجعلهم يسلكون مسالك الشيطان؟ كل هذا من دون المحاولة في ردع تلك التجاوزات أو التقليل منها! وقد يتساءل البعض عن مسؤولية الأندية في ذلك؟

وهذا يتم عبر بنود قانونية واضحة في عقود اللاعبين تلزمهم بالالتزام التام بشروط الاحتراف وربط مقدمات العقود عبر رواتب شهرية تستلم كاملة في حال مشاركة اللاعب كلاعب أساسي ومؤثر في الفريق وفي حال تراجع مستواه وعدم مشاركته ينخفض راتبه عبر تقارير إدارية وفنية تحكم عليه بكل وضوح. فالأندية خسرت الملايين من الريالات على عقود لاعبين تغيرت حياتهم ومستوياتهم بعد تسلمهم تلك الأموال من دون حفظ حقوق لتلك الأندية، والواجب الانتقال إلى مرحلة المشاركة والتقييم وهو من يحكم على اللاعبين في أحقية تسلمهم كامل عقودهم من عدمها. واللاعب يكون بالخيار إما بالالتزام والاحتراف وتسلم حقوقه كاملة وإما بالاستهتار والضياع وحفظ حقوق النادي.

بالزاجل

* يجب أن تقف الأندية في موقف القوة أمام مساومة اللاعبين الأجانب في تبديل عقودهم، كما على الآخرين عدم استغلال الفرص لأن الجميع سيكون خاسرا!

* النادي الذي يكون ضعيفا أمام لاعبيه ويلبي مطالبهم بكل تواضع سيكون سقوطه قريبا جدا.

* هل يعقل قيمة مباراة ودية للمنتخب السعودي استعدادا لبطولة هامشية تفوق الثلاثة ملايين يورو؟!