أثبتت التجارب أن المستحيل في عالم كرة القدم يمكن تحقيقه متى ما توافرت الرغبة والإرادة لذلك.
ولعل آخر الشواهد على ذلك فوز فريق تشيلسي الإنجليزي ببطولة دوري أبطال أوروبا بمدرب مغمور ولاعبين أقل مهارة وكفاءة من نظرائهم في برشلونة وريال مدريد الإسباني أو بايرن ميونيخ الألماني.
وكذلك فوز السد القطري، في العام الماضي، بذات البطولة ولكن في نسختها الآسيوية، رغم أن جميع المؤشرات كانت تسير بعكس ما انتهت إليه البطولة.
وقبل أيام اقتراب النصر السعودي من تحقيق لقب بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، قبل أن ينهار في شوط المباراة الثاني برباعية أهلاوية.
الأكيد أن مشكلة النصر الحقيقية تكمن في أمرين اثنين، الأول إصرار إدارته الحالية على الوقوع في ذات الأخطاء التي تقع فيها سنويا، سواء بتفردها في اتخاذ القرار، أو اعتمادها ذات المنهجية الإدارية في اختيار المدربين واللاعبين الأجانب أو المحليين، التي أثبتت التجارب السابقة فشلها.
الأمر الثاني وجود أيد نصراوية خفية لا تريد لهذه الإدارة أو لغيرها النجاح، لا لشيء إلا لشعورها بأن ذلك قد يطمس تاريخ الرمز النصراوي الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود لدى جماهير «العالمي»، خاصة أن إنجازاته انحصرت في شقها المحلي فقط.
يؤكد ذلك ما تعرضت له جميع الإدارات التي تلت الأمير عبد الرحمن، وأبرزها إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن، الرئيس الذهبي للنصر في عام 2000، الذي نجح في الوصول بالفريق إلى بطولة العالم للأندية، وتحقيقه نتائج ومستويات غير مسبوقة، فجوبه بحرب ضروس أجبرته على مغادرة المشهد الرياضي السعودي بالكامل.
واقع الحال يقول إن الإدارة النصراوية مطالبة قبل الشروع في ترميم فريقها فنيا، بالقضاء أو تحييد الجيوب المضادة للنجاح، ومن ثم اعتمادها إحدى الطرق العالمية الشهيرة للنهوض بالفريق من كبواته المتكررة بحسب ظروفها وإمكاناتها، التي منها التجربة الإيطالية التي اعتمدتها إدارة فريق نابولي في عام 1984 عندما استعانت بالنجم العالمي دييغو مارادونا ضمن صفوفها، فأحدث طفرة معنوية وفنية كبيرة بالفريق، نقلته من مؤخرة الدوري الإيطالي إلى مصاف أفضل فرق العالم. أو التجربة الخليجية ممثلة في ناديي العين الإماراتي أو لخويا القطري، عندما استعانا بخدمات محترفين أجانب على قدر كبير من الأهمية، وتسليم قيادة الفريق لقامات تدريبية مشهود لها بالكفاءة والحنكة, أو تتبع خطى التجربة الهلالية، عندما اعتمدت إداراته المتعاقبة 3 محاور رئيسية لعملها: تصعيد اثنين من أفضل لاعبي درجة الشباب للفريق الأول سنويا، وتدعيم خطوط الفريق بالكفاءات الكروية المحلية، واستقطاب الخبرات الأجنبية القادرة على إحداث الفارق للفريق.
فهل تنجح إدارة الأمير فيصل بن تركي في إشراك جميع أصحاب القرار في البيت النصراوي في قراراتها، وبالتالي تقطع الطريق على أي تدخلات من شأنها بعثرة جهودها، أم تظل رهينة لفلسفتها الإدارية فتقع في ما وقعت فيه سابقا من أخطاء؟