الكفاءة الكروية وشعور المنتخب الإيطالي بالأمان يعتمدان على بيرلو

لويجي جارلاندو

TT

لكي نفهم كيف أن آندريا بيرلو، لاعب وسط يوفنتوس، هو اللاعب الأكثر حسما في صفوف المنتخب الآزوري، يمكننا استرجاع أحداث الموسم المنقضي للتو من الدوري الإيطالي، ولأكثر من ذلك، يمكننا النظر في بطولتي المونديال السابقتين. فقد كان 2006 عام النعم، حينما لعب منتخب مارتشيلو ليبي مباريتين وديتين أخيرتين في سويسرا قبل الذهاب إلى ألمانيا. وفي 31 مايو (أيار) من ذلك العام، أمام منتخب سويسرا شعر بيرلو بالإرهاق وبدا منهكا، وحصل على 5.5 درجة في تقييم الأداء، بينما بدا دي روسي بلياقة بدنية أفضل، واقترح كثيرون التبديل بينهما. ولكن أصر ليبي على رأيه، قائلا: «آندريا يحتاج فقط إلى اللعب». وفي 2 يونيو (حزيران) الماضي في مدينة لوزان السويسرية أمام منتخب أوكرانيا تألق بيرلو من جديد بشكل مفاجئ بتقديم شوط أول رائع، لدرجة أن الأوكراني شيفتشينكو أوصى زملاءه في الاستراحة، قائلا: «لنستهدفه أكثر من ذلك، من فضلكم». وكان أول ما فعل في المباراة إطلاق الكرة مسافة 40 مترا حرر بها الإيطالي غروسو، وهو ما كان تمهيدا لانتصار حمل المنتخب الإيطالي إلى الصعود من نصف النهائي في دورتموند إلى خوض نهائي برلين. ومنذ تلك المباراة الودية في سويسرا، بدأ المنتخب الآزوري في الفوز بالمونديال. ومن حول المزدهر بيرلو تزهر إيطاليا بالتدريج.

كما سجل بيرلو في مرمى منتخب غانا أول هدف لصالح المنتخب الآزوري في المونديال، وتم انتخابه أفضل لاعب في الملعب، حيث أخذ بيد فريق خائف من فضيحة المراهنات الإيطالية ولم يستسلم حتى وصل إلى ركلات الجزاء أمام منتخب فرنسا. وفي مباراة نهائي المونديال صوتوا له أيضا بوصفه أفضل أداء في الملعب مثلما حدث في نصف النهائي أمام ألمانيا. ولهذا، بعد أربع سنوات من ذلك العام، وأمام إصابة بيرلو السيئة في فخذه، لم يستطع ليبي التخلي عن حلم مشاركته، قائلا: «آندريا سيذهب معنا إلى جنوب أفريقيا، وربما يغيب عن أول ثلاث مباريات». وعلى العكس، للأسف، كانت المباراة الثالثة أمام سلوفاكيا حاسمة بالفعل، وحاول بيرلو النزول إلى الملعب في الشوط الثاني، ولكن لم يكن هذا كافيا. وعاد الجميع إلى المنزل. وفي كل المرات التي اضطر فيها ليبي إلى ذكر ما حدث في جنوب أفريقيا انطلق بالحديث عنه، قائلا: «لقد افتقدت بيرلو كثيرا». وفي ظل سخونة الموقف عقب مباراة سلوفاكيا، صرح المدير الفني للمنتخب الإيطالي بكلمات صادقة، قائلا: «إن المسؤولية الكاملة تعود إليّ. فإذا دخل الفريق الملعب خائفا يكون ذلك بسبب المدرب».

وبعيدا عن الخططية والفنية، فإن هذا هو العمل الإضافي لبيرلو الذي يتمثل في بث الشجاعة والأمان في عناصر الفريق. كما أفصح عن ذلك زميله ليشتستاينر، قائلا: «أرى بيرلو محاطا بثلاثة خصوم في الملعب، ولا أمرر له الكرة، فيقترب مني آندريا قائلا: (عندما أطلب منك الكرة، فهذا أمر، وعليك أن تمرر الكرة إلي، ولا تقلق بشأن الباقي)». وعلى النحو ذاته، صارت السيدة العجوز المصدومة بالماضي لا تُقهر، ومنتخب برانديللي الشاب بات قويا. وأقر بيرلو في جنوب أفريقيا، قائلا: «إنه عار علينا، وانتهت هذه الحقبة». كما أضاف الحارس بوفون، قائد المنتخب الآزوري، قائلا: «هذا هو المنتخب الإيطالي». وبعد ذلك بعامين، اختلف المنتخب الإيطالي، وتظل أفضل آمالنا مرتبطة بالعبقري بيرلو الذي لعب بقميص يوفنتوس 41 مباراة من أصل 43 مباراة، خاض منها 39 مباراة كاملة. ولم يغب عن مباراة واحدة منذ 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وهذا يعني أنه بخير دائما، وأنه لعب الكثير من الدقائق بلياقة بدنية جيدة. وفي كرة القدم، يلعب الفريق بـ11 لاعبا، ولكننا لن نكون صادقين لو لم نقر بأن أداء المنتخب الإيطالي في «يورو 2012» يعتمد كثيرا على آندريا بيرلو، وبأن المنتخب الإيطالي يختلف كثيرا في وجوده عن غيابه.