منتخب إيطاليا الشاب أصابته الشيخوخة من قوة الصدمة

لويجي جارلاندو

TT

تهز الرياح حاليا عقر دار الكرة الإيطالية؛ فقد دخلت الشرطة القضائية فجر يوم الاثنين إلى كورفيتشانو (مقر تدريب المنتخب الإيطالي) ولم تكن تبحث عن أحد كبار الخدم بل عن أحد مدافعي الآزوري: ميمو كريشيتو. أخطرت الشرطة اللاعب بأمر النيابة وقامت بتحريز جهاز الكومبيوتر الشخصي الخاص بميمو، وسمحت له بإجراء مكالمة هاتفية إلى عائلته بعد 3 ساعات من الاستماع لأقواله. وعليه قام تشيزاري برانديللي، مدرب الآزوري، بإعلام مدافع سانت بطرسبورغ الروسي بأنه «ليس هناك إنسان» بإمكانه ممارسة اللعب، وهناك ضغط من هذا النوع يقع على كاهله، وهكذا ودع المدافع الإيطالي أمم أوروبا 2012. وبحلول الصباح صرح برانديللي بأن لاعبي المنتخب «نظروا بداخلهم». ثم حلق المنتخب عصرا متجها إلى بارما. وأثناء الرحلة انتشرت معلومة وجود أمر استجواب أيضا لمدافع اليوفي ليوناردو بونوتشي. وبهذا الصدد صرح تشيزاري: «قبل 30 ثانية من النزول من الحافلة سألت ليوناردو إذا كان قد تلقى أي اتصالات بهذا الشأن وكانت إجابته بالنفي». ثم كان بونوتشي من أوائل اللاعبين الذين نزلوا من الحافلة، مرتديا نظارة شمسية ومعتدا بنفسه ومطمئنا، مثلما يخرج من المنطقة الفنية الخاصة بفريقه. ولكن في غضون ذلك وصل إلى بارما أيضا المدافع الشاب أندريا رانوكيا، تحسبا لوقوع بونوتشي في نفس موقف كريشيتو. أما مدافع باليرمو بارزاريتي، فقد تدرب على الجانب الأيسر.

وهكذا نقترب من بطولة يورو 2012: باستدعاء من النيابة صحح اختيارات مدرب الآزوري وبدخول أندريا بونوتشي إلى قائمة الـ23 لاعبا الذين سيمثلون إيطاليا في أمم أوروبا المقبلة، مع خطر خروجه من الفريق بعد عدة ساعات أو بضعة أيام، ولكن على أي حال بحالة نفسية بائسة بسبب عدم الاستقرار. لم يكن برانديللي يتخيل أنه سيخاطر بحلمه. قبل أيام في كورفيتشانو كان تشيزاري يرى الشمس في عينيه: «يا لها من سعادة أن تكون هنا». ويوم الاثنين انخفضت نبرة صوت مدرب الآزوري، فعندما يكون برانديللي متعبا أو مستهلك القوى تنخفض نبرة صوته على الفور. يذكر أن آخر مرة لعب فيها الآزوري على ملعب استاد تارديني في بارما كان في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 واستقبل الفريق اعتراضات من الجماهير، وحينها صرح المدرب السابق للمنتخب مارشيللو ليبي: «صافرات شائنة». واحتاج تشيزاري برانديللي عامين من العمل لاستعادة ثقة الجماهير وحتى يصل باللاعبين إلى الشعور بقيمة ونبل تمثيل المنتخب القومي لبلادهم، وذلك من خلال مدونة قواعد السلوك والالتزام، ولكن رياح يوم صادم أعادت عجلة الزمن إلى عام 2006، بل يرى دانييلي دي روسي، لاعب وسط روما والمنتخب الإيطالي أن «الموقف هنا أسوأ، فضيحة الكالتشوبولي 2006 تورط فيها إداريون، أما هنا فقد تم القبض على الأصدقاء».

وكأن منتخب إيطاليا اليافع تحت قيادة برانديللي، الذي يروق الجميع، قد أصابته الشيخوخة من الصدمة وفقد براءته. وأضاف دي روسي قائلا: «سوف ينظرون إلينا في أمم أوروبا مثل أولئك الذين تورطوا في فضيحة المراهنات. العلامة المميزة لنا». فلنترك جانبا التراث الشعبي الخاص بالعاصفة وما تحمله خلفها من خير، فمدرب الآزوري الحالي لديه حق: «من الشر لا يولد الخير». الأمر الوحيد الذي ينبغي القيام به هو الاستمرار في السير على الطريق المستوحى من برانديللي، الذي ذكر معركة طفل مريض لمنح تسلل الرحمة نحو لاعب يبيع نفسه. وأخيرا صرح دي روسي: «تنقية الكرة أكثر أهمية من بطولة أمم أوروبا». هذه هي المشاعر التي ستسمح للمنتخب الإيطالي بالبقاء نظيفا في وسط الوحل، وبالاستمرار في تقديم النموذج الذي يحتذى.