الأندية الإيطالية تتجه نحو الترشيد

كارلو لاوديزا

TT

يثق نادي الإنتر في المدرب الشاب أندريا ستراماتشوني ويكافئه بمرتب يبلغ مليون يورو في الموسم. وفي الوقت ذاته يستهدف نادي لاتسيو المدرب الصربي بيكتوفيتش ويعرض عليه عقدا لمدة عامين مقابل 600 ألف يورو في الموسم. فتلك هي اللمسات الأخيرة لتكوين نسيج جديد بمعايير جديدة، ولنقل إنها أكثر صحة. ومن الصحيح أن كونتي وقع للتو عقدا لمدة ثلاثة أعوام مع اليوفي براتب يبلغ 3 ملايين يورو في الموسم، ولكن ذلك مع الوضع في الاعتبار كل الأفضال التي كان المدرب سببا فيها في الملعب. ويمثل راتبه الأعلى بين رواتب مدربي دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ومن الصعب أن يتمكن مدرب آخر من تخطيه. وفي المركز الثاني يأتي ماتزاري بتقاضيه 2,5 مليون يورو في الموسم، وبعده مباشرة يأتي أليغري حيث يبلغ راتبه 2,4 مليون يورو في الموسم. ومن ثم، تدعو الحاجة إلى النزول بقيمة الرواتب بشكل تدريجي. وسيتقاضى المدرب زيمان 1,5 مليون يورو من نادي روما، وكعادته سيوقع عقدا لمدة عام واحد فقط. إذن فإن الأندية قررت الإنفاق أقل بكثير على المدربين. ولنعتبر ذلك مؤشرا أيضا للاعبين على اتجاه يصور الواقع الجديد. فلقد انتهى وقت إنفاق الرؤساء أموالهم ببذخ بمنتهى البساطة. وحان على الجميع الآن وقت شد الحزام، والمدربون هم أول من سيعطون مثالا على ذلك. وعلى العموم تعد صورتهم ضعيفة، حيث شهد الموسم الماضي من دوري الأبطال تغيير 19 مدربا. كما يبدو أن رؤساء الأندية الآن أكثر وعيا قبل إنفاق الأموال ببذخ. ومن الواضح أن هذا أول انطباع يرد إلى أذهاننا. وعلى العكس يروق لنا أيضا تسليط الضوء على فعالية اتخاذ قرارات المشروع الخططي. فلقد فاز ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، في عام 2010 بكل شيء مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، ولا يمكننا أن ننسى أبدا أن المدرب البرتغالي كان يحصل على راتب يبلغ 12 مليون يورو في الموسم، وهو ما يتقاضاه المهاجم السويدي إبراهيموفيتش في الميلان في الوقت الحالي. إذن إذا تحدثنا بلغة المال، فإن المدرب الشاب ستراماتشوني يتقاضى في العام ما كان المدرب البرتغالي يتقاضاه في شهر؛ فعلى المستوى المادي لا تتناسب المقارنة أيضا. ويعد واضحا اختيار الإنتر أن يبدأ عهدا جديدا بفرضيات مجهولة. ولنذكر حالة رمزية أخرى، تلك الخاصة بفينتشينسو مونتيلا الذي استهدفه كاتانيا في الصيف الماضي ويستقبله فيورنتينا الآن بصدر رحب. إذن يتقدم جيل جديد ليشق طريقه. وتحتاج كرة القدم الإيطالية الآن إلى التغيير الخطى عند هذه النقطة التي لا غنى عنها. ولا يفسد الأمر أن القصة الجديدة عليها أن تتقبل التحدي بثمن محدود، وتلك علامة جيدة. ولكن من المهم أن يستمر هذا الاتجاه في التقدم مع مرور الزمن. فإن المدربين يستحقون الحصول على ثقة أكثر بطريقة تجعلهم مثالا أمام اللاعبين، نظرا لأن الحمية المقبلة ستكون خاصة بهم.