اختيار بونوتشي يحتاج للقليل من الإيمان لتقبله

لويجي جارلاندو

TT

لأول مرة، نحتاج إلى بذل الجهد وربما إلى القليل من الإيمان للاقتناع بأن برانديللي مدرب الأزوري كان قد اتخذ قراره بشكل جيد، وأن المبدأ الأخلاقي الذي يتمتع به لا يزال متكاملا، لأن الجميع لا يتمكنون من إدراك الفارق بين ميمو كريتشيتو، المستبعد من المشاركة في أمم أوروبا، وبونوتشي، المتواجد ضمن الـ23 لاعبا المشاركين في البطولة، حيث تلقى اللاعب الأول إشعارا بما فعله، لكن لم يحصل اللاعب الثاني على شيء، أو كما يؤكد أبيتي، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، فلا توجد «وقائع معرقلة» لاستدعاء بونوتشي ضمن تشكيلة المنتخب في أمم أوروبا، ولا يكفي هذا الأمر بالنسبة للكثير، وتم التحقيق بكل تأكيد مع بونوتشي ونقل الادعاء العام في كريمونا الوقائع إلى ذلك الموجود في باري والذي استمع بالفعل على مدار مرتين للاعب اليوفي بونوتشي الذي تم استدعاؤه لتوجيه بعض الأسئلة له حول زميله السابق أندريا مازييلو بشأن التجمع المزعوم في مباراة باري - ليتشي، وربما كان ليتلقى بونوتشي في معقل الادعاء العام في كريمونا إشعارا ومذكرة تفتيش مثل كريتشيتو، «وأنقذت» خبرته الإقليمية ترشحه في قائمة المشاركين في يورو 2012، وسيمضي الادعاء العام في بارما، الذي لديه حالات طارئة أخرى، قدما في إعلان إشعارات أخرى، وتلقى المسؤولون الكبار في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم على الأرجح تأكيدا أن بونوتشي، الذي تم الاستماع إليه بالفعل، لن «يتم إزعاجه» بشأن المشاركة في أمم أوروبا، وهي الضمانات التي من المستحيل الحصول عليها بالنسبة لكريتشيتو، ومن أجل هذا السبب، ينبغي على برانديللي استبعاد مدافع زينيت كريتشيتو من الـ23 لاعبا المشاركين في يورو 2012، لكن، هل سيستطيع بونوتشي، الذي تم استدعاؤه بسبب مسؤوليات أكبر من تلك الخاصة بكريتشيو، اللعب بفكر هادئ؟ وهل كانت التحقيقات الجارية من الادعاء العام كافية في تحرير المبدأ الأخلاقي، أيضا فقط كنوع من أنواع الضمان بالنسبة لقميص فريق أو لاعب؟ وهذا ما يسأله الكثيرون الذين يحاولون تقبل اختيار بونوتشي، والذين عبروا من خلال شبكة الإنترنت والمنتديات عن قلقهم وخوفهم أن المبدأ الأخلاقي من الممكن أن يقل إلى شيء سريع الزوال بسبب فقدان الوقت، ولأول مرة، تنقسم إيطاليا أمام اختيار يتخذه برانديللي، والذي كان قد وحد الدولة في عامين حول المنتخب الإيطالي الذي يتمتع باللعب الرائع والنوايا الجميلة.

ويتمثل الجهد والقليل من الإيمان الذي يبدو على من يواصل بقاءه إلى جانب مدرب المنتخب الإيطالي في أن استدعاء بونوتشي إلى صفوف المنتخب هو التطبيق الفعلي والجذري لحق البراءة الذي يمتلكه أي مواطن حتى تثبت إدانته، وحمل بونوتشي، الذي تم التحقيق معه، إلى بطولة أمم أوروبا المقامة في دولتي بولندا وأوكرانيا بهذا المعنى هو تأكيد آخر على الشرعية التي لا تتعدى أو تنفي المبدأ الأخلاقي، بل تمجده وتشيد به، ويتجاوز حماية حق شخصي أي شك للفرصة.

والجميع الآن في مفترق طرق حيث المضي قدما بإيمان في طريق برانديللي أو الاعتراض على دخول بونوتشي ضمن الـ23 لاعبا المشاركين في أمم أوروبا، ومنذ أيام قليلة، كان يبدو المنتخب جيدا ورائعا، ويتفق على كل شيء، وفخور بكافة المؤسسات، والآن، يحمل برانديللي إلى أمم أوروبا فريقا مشوها من تحقيقات الادعاء العام والذي بات محل جدل الجميع، بينما يطلق رئيس وزراء إيطاليا تصريحات حادة على كرة القدم الإيطالية، وربما تفوز إيطاليا ببطولة أمم أوروبا وينتهي الأمر كما حدث في برلين 2006 حيث احتفال الفريق في غرفة تغيير الملابس مع تورتة بعد النهائي ومجموعة من السياسيين يتناولون الفتات أيضا أمام المصورين.