يجب على الآزوري المشاركة بقوة من أجل مستقبل الكرة الإيطالية

أومبرتو زابيللوني

TT

بعد مشاهدة مباراة إيطاليا وروسيا الودية مساء أول من أمس قد يشك البعض في أن برانديللي مدرب المنتخب توقع الأداء السيئ والهزيمة وحاول أن يمهد لهما عندما صرح في صباح يوم المباراة قائلا: «إذا قالوا لنا إن مصلحة الكرة الإيطالية تتمثل في عدم المشاركة في بطولة الأمم الأوروبية فليس هناك مشكلة». وكان برانديللي قد صرح بذلك بعد قراءته للصحف التي تحدثت عن احتمال تورط بوفون في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات. وقد ظهرت آثار كل تلك الأمور في الملعب دون شك. وبعد يومين من اقتراح رئيس الوزراء الإيطالي مونتي بإيقاف النشاط الكروي في إيطاليا لمدة عامين أو ثلاثة، جاءت تصريحات برانديللي لتثير دهشة وقلق الإيطاليين. وكأن الجميع قد تحالفوا فجأة من أجل حرمان إيطاليا من رياضتها المفضلة. نعم، دعونا نوقف الدوري ونسحب المنتخب من أمم أوروبا.

إن التاريخ يؤكد أن المشكلات والأداء السيئ لإيطاليا حتى ولو كان له ما يبرره مثلما حدث أمام منتخب روسيا، قبل البطولات الهامة يتحولان دائما لأداء رائع للفرق الإيطالية في البطولات الرسمية. ولعل هذا وحده يكفي ليسافر الآزوري إلى بولندا وهو يحمل الكثير من الأمل والتفاؤل. إن التنازل عن حلم البطولة الأوروبية حقا تفكير أحمق. وإذا كانت الكرة الإيطالية بها بعض الفاسدين (وليس فقط هؤلاء الـ40 أو 50 لاعبا المتورطون في فضيحة المراهنات الأخيرة)، يجب ألا ننسى أن الكرة الإيطالية تقوم في أغلبها على أكتاف أناس شرفاء وتتمتع بالجدية والنزاهة. وإذا اعتذر المنتخب الإيطالي عن المشاركة في البطولة الأوروبية مثلما قال برانديللي في تصريحاته الغاضبة، فإن ذلك يمثل صفعة لهؤلاء الشرفاء ولمستقبل الكرة الإيطالية بأكملها. وهو المستقبل الذي نحلم أخيرا أن يكون خاليا من الفضائح وأن يبتعد فيه اللاعبون عن الفساد وأن تمتلئ فيه المدرجات بالأطفال والأسر وأن تكون فيه المباريات حقيقية ونزيهة من أول الدوري إلى آخره.

إن المفهوم السائد في الوقت الحالي هو مفهوم الحصار. فبرانديللي يرى المنتخب محاصرا بالكثير من المشكلات ويعتقد خطأ أن البنادق المصوبة نحو المتهمين هي بنادق مصوبة إليه وإلى لاعبيه. لكن هذا ليس صحيحا. لقد علق أندريا أنيللي رئيس اليوفي في حوار مع صحيفة «لاستامبا» قائلا: «إنه شيء غير معتاد وخطير أن تخرج أنباء احتمال تورط بوفون في الوقت الحالي بالذات». ويشعر أنيللي أيضا أن نادي اليوفي محاصر بعد أن تلقى كونتي وبونوتشي إشعارين بخضوعهما للتحقيق في قضية المراهنات. لكن اليوفي أيضا لا دخل له بهذه المسألة وليس لديه ما يخشاه. وقد يكون لدينا الحق نحن أيضا في الشعور بأننا محاصرون بعد الدعوات التي انتشرت على مواقع الإنترنت خلال الأيام الماضية بعدم شراء صحيفة «لا غازيتا»، لكننا من حسن الحظ اكتشفنا عند قراءة هذه الدعوات أن الكثيرين قد كتبوا: «وما شأن جريدة لا غازيتا إذا كان بوفون قد راهن بكل هذه الأموال؟». إن الصحف ليست هي من تتسبب في الفضائح. ومن المهم ألا نرى نظرية المؤامرة في كل ما يحدث الآن، لكن الأهم هو المشاركة في بطولة الأمم الأوروبية. وهو ما قالته أيضا وزيرة الداخلية آنا ماريا كانشيلليري في تصريحات تستحق الإشادة. ويجب على برانديللي ألا يشعر أنه الوحيد المحاصر في هذه القضية، فقد صدرت صحيفة «التايم» البريطانية هذا الأسبوع بغلاف كتب عليه: «مأساة الكرة الإنجليزية». لكن أحدا في إنجلترا لم يفكر في الانسحاب من بطولة الأمم الأوروبية.