كأس الأمم الأوروبية تبتسم لألمانيا أكثر من إسبانيا

ألبرتو تشيروتي

TT

مضى الأحد الهادئ الأخير قبل أن تهب العاصفة، وكان بمثابة الفرصة للانطلاق على أهبة الاستعداد، حيث يغادر برانديللي، المدير الفني للأزوري، ولاعبيه اليوم إلى بولندا، وفي غضون أسبوع سنعرف إذا ما كان في عربة المنتخب هناك الكثير أم القليل من الأماكن المتاحة، بناء على نتيجة المباراة الأولى أمام إسبانيا. فمن كثرة المشكلات التي يواجهها الأزوري كدنا ننسى انطلاق أمم أوروبا 2012 الذي سيبدأ يوم الجمعة في العاصمة وارسو بمباراة بولندا أمام اليونان، وستنتهي البطولة في الأول من يوليو (تموز) في عاصمة أوكرانيا كييف، ونأمل أن يكون الأزوري في النهائي بغض النظر عمن سيواجهه.

وستستغرق البطولة 19 يوما، حيث سيمضي أول 12 يوما من دون راحة، مع خمسة أيام فاصلة بالكاد، وستملؤها 31 مباراة يشارك فيها 16 فريقا، في سباق الماراثون لمن يتمتع بقوة عضلية كبيرة، وهو سباق مميت للمرشحين بالفوز به. ولم يكن على سبيل المصادفة، بخلاف المونديال، أن ينتزع منتخب الدنمارك كأس الأمم الأوروبية (عام 1992)، ومنتخب اليونان (في عام 2004)، اللذان نجحا في مفاجأة جماهيرهما أيضا، ولكن بصورة خاصة لم نستطع قراءة اسم الفريقين ضمن الفائزين لعامين متتاليين.

وقد يكفي هذا الاعتبار، وليد المشكلات والتوازن في أمم أوروبا، لكي يكون بمثابة تحذير من المخاطر التي قد يواجهها منتخب إسبانيا، بطل أوروبا في عام 2008 وبطل العالم في عام 2010. والذي يحلم بــ«الثلاثية»، حيث لم ينجح أي منتخب أبدا في الفوز بثلاث بطولات متتالية. وبعيدا عما يسمى بقانون الأرقام الكبيرة، سيقلع المنتخب الإسباني بالطائرة اليوم مثل المنتخب الإيطالي، ولكن بميزة كبيرة لامتلاكه طريقة لعب نجحت في الكثير من الاختبارات، وهي طريقة اللعب الإسبانية الشهيرة والمعروفة بـ«تيكي تاكا» والتي دشنها المدير الفني السابق للمنتخب الإسباني لويس أراغونيس، والتي ورثها من بعده المدير الفني الإسباني الحالي ديل بوسكي بالفوز ببطولة جنوب أفريقيا. وكما لو أنه غير كافي الثقة في طريقة اللعب ذاتها، محل النقاش في إيطاليا، بالتفكير هنا في شيء آخر؛ ففي الوقت الذي غير فيه برانديللي 15 لاعبا من قائمة ليبي في العام الماضي، ديل بوسكي ينطلق في هذا العام أيضا بتغيير أربعة لاعبين فقط من قائمة لاعبي المنتخب الإسباني في العامين الماضيين، والذين كانوا ليصبحوا لاعبين اثنين فقط لو لم يصب بويول وفيلا. وعلى العكس يخاطر المنتخب الإسباني بأن يقع ضحية طريقة لعبه، مثلما حدث مؤخرا مع برشلونة، بنسيان الشدة في اللحظة المناسبة من دون التقليل أيضا من شأن التأثير المحتمل لامتلاء البطن بالألقاب.

ومن هذا المنطلق، يمتلك منتخب ألمانيا، المهزوم في نهائي 2008 والخصم الكبير في جنوب أفريقيا، المحفزات واللاعبين من أجل العودة إلى القمة بنضارة كبيرة تتمتع بها مواهبه ابتداء من توماس مولر، وسينطلق فريق المدير الفني يواخيم لوف بخفة أمام الأبطال المتخمين بالألقاب. ولعله من الخطأ أن نغفل ذكر منتخبات أخرى، قد تبدو في الصفوف الثانية، مثل هولندا وصيف المونديال، الذي استعاد خدمات أفيلاي لينضم إلى موهبة شنايدر وروبين وفان بيرسي، كما هو الحال في فرنسا الذي يركز على حماس الهداف كريم بن بنزيمة، ولم لا يكون الحال مماثلا بالنسبة لمنتخب إيطاليا المتعطش لاستعادة تألقه. وبعيدا عن النماذج والاضطرابات الخارجية، سيسافر برانديللي مع الكثير من اللاعبين المجهولين، وآخرهم هو جياكيرني، الوحيد من دون أي مشاركة سابقة له في المنتخب، والذي من المتوقع أن تشهد مباراة إسبانيا المقبلة أول انطلاقة له بقميص الأزوري. ولم تغب الشخصية وتقدير الذات أبدا عن الأزوري، ولكن من أجل هزيمة الكل، نحتاج أيضا إلى الكفاءة الفردية للاعبين والتوازن الخططي للفريق. ومن دون القلق بشأن برانديللي، نأمل أن يقوم بأفضل مما قام به قائده القديم دينو زوف، المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي الذي نجح في عام 2000 في الاقتراب فقط من استحقاق الفوز بكأس الأمم الأوروبية بمنتخب أقوى بكثير من الأزوري الحالي.