السقوط وبطولة الأحياء

عادل عصام الدين

TT

مرة أخرى أقول: إن محمد بن داخل يختلف عن كل الرؤساء الاتحاديين الذين عرفتهم لأنه باختصار بدأ مع الاتحاد من الصفر، وكان دائم الحضور كمشجع منذ سنوات طويلة. استمر في التدرج الوظيفي وارتقى ولم يترك الاتحاد يوما وعرف بعلاقاته الجيدة مع الجميع.

كان متواجدا مع كل الإدارات الاتحادية.. اختيار الاتحاديين له كان قرارا صائبا ولكن بعد تجربة موسم كامل أرى أن بعض قراراته لم تكن صائبة وإلا كيف يكون الاتحاد مهددا بالهبوط أو السقوط بسبب نجوم لعبوا في صفوفه؟!

ولكي لا أكون متجنيا على إدارة بن داخل أؤكد أن ما حدث في الموسم الاتحادي الفارط حدث في الماضي في الاتحاد وفي أندية أخرى والحكاية تتكرر هنا وهناك وهي لا تدل إلا على العشوائية وسوء التخطيط وتدخل الإدارات في الشأن الفني أو عدم قدرتها على التفاهم مع المدربين وتوضيح نتائج مثل هذه القرارات وتداعياتها.

ألم يكن الاتحاد قادرا على قراءة ما يمكن أن يحدث إن رحل الثنائي مناف والصقري في ذلك التوقيت العجيب؟!

إدارة بن داخل أخطأت بلا شك. فهل تستفيد من الدرس؟!

والسؤال من وكيف يدفع الاتحاد هذه الملايين؟!.. ملايين مهدرة والمقابل سقوط فني.

في الرياض نظم رجل الأعمال الشاب خالد المليحي وأشقاؤه بطولة المملكة للأحياء وكانت بطولة ناجحة. نجح المنظمون في المباريات التي أقيمت في استاد جامعة الإمام محمد بن سعود وكان الحفل النهائي جميلا رائعا.

أعجبتني هذه الخطوة ولفتت انتباهي، فهذا الشاب المتحمس صرف الكثير من أجل تنظيم بطولة كروية قد لا يستفيد منها شخصيا بقدر ما تستفيد منها كرة القدم السعودية.

جاء تنظيم هذه البطولة على أعلى مستوى في وقت ندرت فيه بطولات الأحياء (الحواري) حيث لم نعد نشاهد حتى المنافسات المبسطة غير الرسمية التي كانت تنتشر في كل أنحاء المملكة وكم قدمت من نجوم كانوا وما زالوا هم أفضل من لعبوا دوليا.

الحقيقة أننا غبنا عندما غابت كرة الأحياء.

قد يقول قائل: حتى في الدول الأخرى لا يعرفون مباريات الأحياء!

أقول: ذلك صحيح لكن الآخرين يهتمون برياضة المدارس التنافسية على أعلى مستوى أما هنا فلا وجود لكرة القدم المدرسية كما يجب أن تكون وعلينا أن ننتظر المليحي لكي ينظم مثل هذه البطولة المنظمة المفيدة وننسى تلك المباريات غير المنظمة رسميا والتي نطلق عليها «مباريات الحواري» لأن الملاعب غير موجودة وصغارنا ذهبوا للعب «كرة القدم» بأيديهم وليس بأرجلهم. اتجهوا إليها في غرفهم.. وبتنا شعب مشاهدة لا ممارسة!!

[email protected]