بالوتيللي: حانت لحظة التركيز على الكمثرى

سيباستيانو فيرناتسا

TT

كان الروس يقومون بالالتحامات الأكثر شدة ضد المخضرم بيرلو والمهاجم الشاب بالوتيللي.. لائحة غير مكتوبة في قواعد لعبة كرة القدم، ولكنها منتشرة في كل ملاعب العالم.. أفضل اللاعبين في صفوف الآزوري يتعرضون للضرب، فالمهاجم ماريو ارتُكب ضده الكثير من الأخطاء لو اعتبرنا أن مباراة الجمعة الماضي كانت ودية. ولحسن حظ الآزوري أن اللاعب خرج سالما من ملعب ليتزيغروند. ونأمل أن يكون ألم الأسنان الذي كان يعاني منه في الأيام الماضية قد انتهى ونتمنى أن لا يتعرض لنزلات برد.. سوبر بالوتيللي يعد المهاجم الوحيد ذا الثقل الدولي بين صفوف الآزورى الحالي.

وماذا عن كاسانو؟: مهاجم فعال ولا يمكن التنبؤ بتحركاته داخل الملعب؛ غير أنه قادم من موسم ظل فيه متوقفا عن اللاعب نحو ستة أشهر. وفي زيورخ تم التأكيد على أن فترة توقفه ما زالت تؤثر على أدائه، فقد جعلته تلك الفترة ذا ضوء خافت وأجبرته على اللمعان بشكل متقطع، ما بين تشغيل وإيقاف. من الصعب العودة خلال 10 أيام إلى أقصى درجات التألق والتفكير بأن الأداء الأفضل يمكن تقديمه في نهاية المباريات، خلال آخر نصف ساعة، أمام خصوم مصابة بالإجهاد. دي ناتالي؟: خوض 20 دقيقة من اللقاء ليست بالمدة الكافية لإصدار أحكام حاسمة بشأنه، ولكن الحديث هنا يدور حول مهاجم يبلغ من العمر 34 عاما اعتاد على أن يتم التخديم عليه وتبجيله في أودينيزي. ليس بإمكان برانديللي أن يجعل دي ناتالي محور الآزورى كما يفعل معه غويدولين في أوديني. وإذا استوعب هذا المفهوم الأساسي فسوف نرى منه أشياء رائعة داخل الملعب. أما إذا أساء فهم الوضع، وانتهت به الحال رهينة «الحنين» لأوديني وموطنه الأصلي حيث يمكنه فعل وقول ما يشاء، فسوف يكون قدره هو فقد نفسه. سيباستيان جيوفينكو؟: في مباراة زيورخ كان يمتلك الأعين السليمة «النمرية»، ولكن التوقيت كان خاطئا، واللاعب صوب قليلا. لقد بدا في لقاء روسيا سجين «حالة» الوعود الأبدية رغم أنه يبلغ من العمر 25 عاما ويحمل في سجله الشخصي عددا من المباريات والأهداف في الدوري الإيطالي. وبشكل جزئي، ينطبق على جيوفينكو نفس حديث دي ناتالي. وماذا عن بوريني؟: مهاجم شاب بداخله رغبة كبيرة للتغلب على نفسه وإثبات ذاته. يركض داخل الملعب ويقاتل على الكرة ويظهر الضراوة من بين أسنانه. يجعلنا نشعر بالتعطش للانتصارات والطاقة، فهو مستعد لكل شيء، غير أنه يبلغ من العمر 21 عاما فحسب وبحوزته مجرد 31 دقيقة من المشاركة مع المنتخب الأول الإيطالي. مهاجم مبتدئ دوليا. وهناك خطر إلقائه في النار واحتراقه، حتى وإن كانت طريقة اللعب الجديدة التي يفكر برانديللي في الاعتماد عليها، 3 – 5 – 2 (المصنوعة في اليوفي) ربما تعزز من الروح التنافسية داخل بوريني.

وهكذا انتهت جولتنا في خط هجوم الآزورى، وسنعود إلى مربع البداية، إلى بالوتيللي، المهاجم الوحيد في صفوف الآزوري الذي يحمل علامات مشابهة للإنجليزي روني والهولندي فان بيرسي والسويدي إبراهيموفيتش. اللاعب الوحيد في الآزورى الذي يمتلك المهارة الفنية والشخصية والقوة وعدم الشعور بعبء المسؤولية وليس لديه رغبة في أن يصبح نجم غلاف البطولة. ولكن يتعين عليه ركض الميل الأخير، فليس كافيا أن نكون رائعين وأقوياء وأنيقين. وليس كافيا أن نطلق عبارات الإعجاب أو الدهشة، فالأمر في حاجة إلى إحراز الأهداف. فهناك انطباع سائد بأن ماريو يسجل مع المنتخب أقل بكثير من المفترض. فالمهاجم الإيطالي أحرز، على سبيل المثال، هدفا واحدا من 8 مباريات شارك فيها، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 خلال لقاء ودي أمام بولندا. لقد انتهت مرحلة إلقاء البذور، والآن حان وقت الحصاد. انطلق يا ماريو، وأثبت للجميع من أنت، ولكن عن جد، وحتى النهاية. لا ينقصه الكثير يا بالوتيللي، عليك فحسب أن تقتنع بأن أوان التفاح قد انتهى، وأن اللحظة قد حانت للتركيز على الكمثرى التي يتعين تصويبها للآخرين، وللمنتخب الإسباني أولا.