الجماهير تنتظر تغييرا في أداء فرق يورو 2012

لويجي جارلاندو

TT

لقد علمنا التاريخ ألا ننتظر الكثير من العروض الممتعة في البطولات الرياضية الكبرى، لأن كثرة المباريات والضغوط والتوتر في الكرة الحديثة تؤثر على اللاعبين نفسيا وبدنيا. ولهذا السبب تزخر البطولات الكبيرة أيضا بالمفاجآت لأن اللاعبين المغمورين يحاولون الوصول لنفس مستوى النجوم المجهدين، وبالتالي يظهر اتزان غير منطقي في أداء الجانبين.

لكننا على الرغم من ذلك ننتظر عروضا ممتعة من أفضل لاعبي أوروبا المشاركين في كأس أمم أوروبا مع منتخبات إسبانيا وهولندا وألمانيا وغيرها. لكن أي كرة قدم سنشاهد في البطولة؟ إن البطولة الحالية تأتي في نهاية موسم تاريخي شهد غروب شمس فريق برشلونة بقيادة غوارديولا. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: هل سيمثل الأداء الدفاعي لفريق تشيلسي الذي تمكن به من حصد لقب دوري الأبطال مثالا يحتذى في هذه البطولة؟ ونحن بصفة عامة ننتظر أن نرى كرة قدم مشابهة إلى حد ما لأداء برشلونة لكنها تتجاوزه وتتخطاه بعد نهاية هذه الأسطورة. ولعل موقع دي روسي مع منتخب إيطاليا في طريقة 2/5/3 الجديدة يمثل تقليدا لبرشلونة مع غوارديولا الذي كان خط الوسط فيه يؤدي مهام دفاعية، لكن أبرز ما تحمله البطولة من أداء برشلونة هو طريقة 1/3/2/4 التي تؤدي بها الكثير من الفرق (هولندا وألمانيا وإسبانيا وبولندا نفسها).. فهي أكثر ما ينتمي إلى فلسفة أداء برشلونة الذي أسر قلوب العالم من خلال الدفع بخمسة لاعبين في وسط الملعب وكان يهاجم من خلال هذا الخط أكثر من اعتماده على مهاجمين أصليين.

وكانت هذه الفكرة قد أدت إلى تنازل تام عن فكرة الهدافين، مثل فيا (المصاب) وبيدرو (الذي ظل طويلا على مقاعد البدلاء). وقد دفع برشلونة ثمن العقم الهجومي أمام تشيلسي الذي حصد اللقب بفضل أهداف دروغبا. وكان مَن سجل في مرمى برشلونة هو توريس الذي حسم في السابق اللقب الأوروبي بهدف في مرمى ألمانيا. وهذا هو ما ننتظره: أن يعود رؤوس الحربة الأصليون (غوميز وتوريس وبنزيمة وفان بيرسي) للعب دور البطولة الذي كانوا يقومون به دائما منذ نشأة كرة القدم.

لقد كان غياب الهدافين في منطقة جزاء برشلونة يحرم الفريق من أهمية الرفعات، وكان الفريق يعتمد على الانطلاقات والوصول للقرب من المرمى ثم لعب الكرة لتشافي. لكن هذا الأمر سيتغير حتما في بطولة الأمم الأوروبية، وسيعود الهدافون ورؤوس الحربة لأداء دورهم المعتاد واستغلال الكرات العالية والعرضية، كما سيؤدي لاعبو الوسط المهاجمون (مثل شنايدر وأوزيل وريبيري) دورهم المعتاد. باختصار ننتظر في كأس أمم أوروبا 2012 عملية تغيير في الأداء بعد الثورة التي قام بها فريق برشلونة في السنوات الماضية تحت قيادة غوارديولا.