زيمان يستأنف رحلته مع روما بعد غياب 13 عاما

فاليريو بيتشوني

TT

أثبت زدنيك زيمان، مدرب فريق روما الجديد، في نهاية حديثه الذي استمر 37 دقيقة خلال أول مؤتمر صحافي يعقده في معسكر تريغوريا، أنه لم يتغير. فقد استخدم نفس الألفاظ والتعبيرات المعروفة عنه (وأبرزها لفظ «أحب» الذي يكرره باستمرار)، وأظهر نفس الابتسامة العريضة وكان وجهه يحمرّ كالمعتاد عندما يطلق دعابة تنتزع ضحكات الجميع. ولعل الشيء الوحيد الذي تغير فيه هو أن فترات صمته قبل الإجابة عن الأسئلة قد قلت (وكان أطولها عندما سأله البعض عن مركز دي روسي داخل الملعب). وحمل إعلان المدرب عن اعتزامه اللعب بطريقة 4 - 3 - 3 نفس المذاق المعتاد الذي يتمثل في الاعتزاز بالنفس والسخرية. وقد ظهرت تلك السخرية بشكل أوضح عندما سأله البعض إن كان قد تغير، وجاءت الإجابة بشكل ساخر لتؤكد أنه كما هو، لم يتغير منذ كان يدرب نادي روما في السابق قبل سنوات طويلة. وأعلن زيمان أيضا أنه غير نادم على تلك الجملة الشهيرة التي صرح بها سابقا عن الديربي والتي أثارت سخرية المنافسين عندما قال: «إنها مباراة مثل باقي المباريات». ولا شك في أن زيمان ما زال يعتقد أن النقاط الثلاث لأي مباراة هي نقاط ثلاث فقط مهما نظرت الجماهير للمباراة بشكل مختلف ومهما منحتها من أهمية. ولم يتحدث زيمان عن دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي، بل عن الاستاد الأولمبي بروما وضرورة امتلائه بالجماهير.

وبدا من الأسئلة أن المؤتمر الصحافي الذي عقده المدرب في معسكر الفريق كان بمثابة احتفال، وكان أكثر المتحمسين هم من كانوا في سن الشباب قبل 13 عاما وعاصروا زيمان والذين أصبحوا الآن آباء وأمهات وكانوا يحكون لمن هم أصغر سنا عن ذلك «الرجل الذي يمتلك سحرا غامضا»، مثلما كتب المؤلف مانيلو كانكوني في رواية «المدرب» التي استوحاها من شخصية زيمان.

وبدا أن كل شيء مثلما كان قبل 13 عاما. لقد استغرق الأمر 13 عاما حتى يتحقق ما قاله زيمان عند تركه تدريب روما في المرة الأولى: «سأعود آجلا أو عاجلا». وبعد مرور كل هذا الوقت وبعد عودته لقيادة الفريق لعل زيمان يسأل نفسه: أما زال هناك وقت لتحقيق الإنجازات بعد مرور كل تلك السنوات؟ ولا شك في أن نادي روما يسأل هو الآخر نفس السؤال. لكن هذا السؤال يحمل في طياته سر ذلك الفيروس الذي أصاب مدينة روما وجماهير الفريق بأكملها، والذي يجعل قلوبهم تنبض بقوة لرؤية زيمان بعد كل هذا الوقت. إن كرة القدم هي ديكتاتورية النتائج وإمبراطورية التعجل والوقت الذي يمر سريعا وينسي كل شيء. وسيحاول زيمان أن يبدأ مستقبل فريق روما من حيث تركه قبل 13 عاما.