أداء غير متوقع للآزوري بتألق كاسانو

أندريا سكيانكي

TT

تعد كرة القدم لغزا لا يخضع للتوقعات المسبقة، حيث تنتظر اختراق الدفاع الآيرلندي، باللاعبين ضخام البنية الذين دفع بهم المدير الفني تراباتوني في الملعب، مع بعض التمريرات البينية، وتمريرة أو اثنتين على حدود منطقة الجزاء، ومراوغة بالكرة، وحركة عبقرية، وعلى العكس ماذا يحدث في الملعب؟ يفوز المنتخب الإيطالي 2 - 0، ويأتي كلا الهدفين من ركلة ركنية. وهو أمر لا يصدق، ولم يراهن عليه أحد، حيث الآزوري، الذي لا يعد من عمالقة كرة القدم، والذي لا يتميز بالكفاءة في الألعاب الهوائية، ينتزع التأهل لربع نهائي البطولة القارية بالطريقة الأبعد عن الأذهان. وعلى الأرجح هذا هو الممتع في كرة القدم، بقدرتها على الثورة على المنطق والسير في الاتجاه المعاكس لأي قاعدة عقلية. وأكدت ضربات كاسانو وبالوتيللي على أن لا شيء مضمون، أو مكتوب مسبقا بشكل حتمي، وأن هناك دائما احتمالية وطريقا للخروج، أو ممرا ضيقا يمكن العبور فيه وإنقاذ الأرواح.

قيمة مضافة: وفي المجمل، لمس المنتخب الإيطالي الكرة 740 لمسة، ولكن لم يفعل ذلك بالسرعة المطلوبة. ولهذا السبب عانت عناصر الآزوري من الوقوع في مأزق أحيانا. وإن بيرلو، صانع الألعاب الذي استحوذ على الكرة أكثر من زملائه (93 لمسة)، لم ينجح دائما في الإسراع، حيث كانت المساحات مغلقة في وسط الملعب، ولم يسعه إشعال المباراة. ولم يكن على سبيل المصادفة أن تنحصر المباراة في الركلات الركنية، حيث ركل كاسانو الكرة عالية عند القائم الأول وأصاب الهدف المرمى بطريقة جيدة للغاية. وفضلا عن سحر كاسانو في الملعب، فقد وضع نفسه تحت تصرف الفريق وعمل لخلق اللعب ولتعزيز انطلاقات دي ناتالي. ولمس الكرة في المجمل 48 لمسة (مع ذكر أنه بقي في الملعب 63 دقيقة فقط)، وأهدر منها 7 كرات، ولكنه نجح في استرداد 3 كرات منها مع إظهار استعداده الدائم للوخز في الملعب ومساعدة الزملاء. وقام بالتسديد نحو المرمى مرتين، وركل الكرة العرضية ثلاث مرات، وصنع ثلاث تمريرات حاسمة. وكما كان في المباراتين السابقتين للمنتخب الآزوري يمثل كاسانو القيمة المضافة للهجوم. ومن الواضح أن حالته البدنية ليست الأفضل، ولا يمكنها أن تكون كذلك بعد الإصابة الكبيرة التي تعرض لها. ولكن على أي حال، دعمته الكفاءة والخططية، والمنتخب الإيطالي يستفيد من خدماته في الملعب. وإذا وصلت الكرة إلى قدم كاسانو فيمكننا دائما انتظار ضربة عبقرية أو سحر أو شيء ما يشتت الدفاع ويفتح باب الأمل. ومن الواضح أنه لا يمكن الطلب منه قطع مسافات طويلة في الملعب (لأن ذلك أيضا لم يكن أبدا من مميزاته) والعودة المستمرة لمساعدة المدافعين. وعلى أي حال، تعد حركات كاسانو مفيدة للفريق كله، ولرأس الحربة الأساسي بشكل خاص، حيث يلتقي لاعب الوسط، بينما يهاجم دي ناتالي في العمق، ويتلقى بعدها مؤازرة كاسانو. وعلى هذا المحور يمكن أن تعوّل إيطاليا لتصبح ضمن المنتخبات الكبيرة. وإذا احتجنا إلى السحر فيكفي طلب المساعدة من أنطونيو كاسانو.