رغم السلبيات.. «لننتصر للعربية»!

هيا الغامدي

TT

متفرقات شتى تقلل من الاهتمام المفترض أن تحظى به بطولة إقليمية ككأس العرب التي ستنطلق منافساتها على الأراضي السعودية مقاسمة بين مدينتي «جدة.. والطائف»! ومع أني واحدة من أهم الواقفين بصف البطولة العربية كبطولة تجمع أطرافا متفرقة من الأشلاء العربية «كرويا» فإني أعترف وبقوة بقسوة ولوج «التوقيت الخاطئ» بميدان الحركة الكروية العربية الحالية، بمعنى آخر أن البطولة تنظيميا مهددة بالفشل الذريع أو على أقل تقدير حتى لا نفرض التشاؤم عنوانا عريضا ومتوقع تعرضها ولو نسبيا لموجة تدن بأعداد الحاضرين الجمهور عطفا على التوقيت الصيفي «الساخن» وموسم السفر للخارج والاصطياف وعطفا على الوجود الطاغي كاهتمام ومتابعة وكشعبية جماهيرية لثاني أكبر بطولة عالمية بعد كأس العالم (أمم أوروبا)، فتوقيت المباريات صحيح أنه يسبق اليورو كزمن بقليل ولكنه أحيانا يتزامن معها وبالتالي وعطفا على إعلان الدول المشاركة عن لعبها بالصف الثاني أو الأولمبي أو الرديف فإن ذلك يضعف من حجم المشاهدة والاهتمام بالبطولة إذا ما استثنينا الدور «الوطني» على الأقل والذي يفترض أن تلعبه جماهير الكرة الوطنية بالانتصار لهذه البطولة التي تقام بعد زمن طويل من التوقف والجدل على الأراضي السعودية، فضلا على أنها تمثل تجمعا عربيا كرويا من بعد سنوات، فالحضور والمؤازرة والدعم والاهتمام مطلب وطني يجب أن لا يقتصر على مباريات المنتخب بل جميع المباريات خاصة أن الجالية العربية على الأكثر مرتكزة بالمنطقة الغربية الحجازية مكان إقامة البطولة!

ومع اعتذار الأردن والإمارات وتونس يشارك بالبطولة حاليا (11) منتخبا عربيا بهويات أغلبها لا تخرج عن الأولمبي والرديف والمحليين، وهنا لا يجب أن نخلط بين أي من تلك المسميات الثلاث وإن كان الجامع بينها لا يخرج عن تدني مؤشرات المستوى الفني والخبراتي بشكل عام، بالشكل الذي قد يضعف من البطولة الإقليمية المفترض بها الظهور بمظهر أقوى وأكبر وأهم بعد سنوات الغياب القسري والتوقف «لو» اختير لها «توقيت» و«ظروف» مناسبان بعيدا عن زحمة الصيف ووجهة اليورو الأوروبية تجاه البؤرة المجتمعة ببولندا وأوكرانيا!

رايكارد سيحاول اليوم من خلال تشكيلته المتوازنة «نظريا» بين الشباب والخبرة «المعقولة» فرض سيطرته على مستقبل الفرق الأخرى بمجموعته المتبقي منها الكويت وفلسطين بعد تنحي الإمارات! الكويت أفضل كظروف وكمسميات وتملك خبرة أكبر من منتخبنا الجديد الطامح بمسح الصورة السيئة بعد الخروج الفاجعة من منافسات التأهل لمونديال البرازيل!

ومع أن المباريات الافتتاحية كثيرا ما تعطي انطباعا مخالفا للواقع بحكم ظروف كثيرة فإنها مهمة في شحذ المعنويات وتثبيت الوقوف بالبطولة بأقدام راسخة من كافة النواحي الفنية والسيكولوجية و«اللوجستية» والتنظيمية!

الجميل بالمسألة أن الأسبوع الأول سيحفل بديربيين كبيرين أولهما ديربي الخليج بين السعودية والكويت (الليلة) والأحد القادم ديربي «النيل الأفريقي» بين مصر والسودان بظروف مشاركتهما المختلفة والتي دعتهما للمشاركة بالأولمبي والرديف، ومع كل السلبيات المحيطة بإقامة البطولة بهذا التوقيت بالذات فإننا نتمنى التوفيق لكرة بلادنا بهذه البطولة سواء للمنتخب المشارك بقيادة الهولندي المعروف (لاعبا أكثر منه مدربا) كإنجاز (رايكارد) أو للبلد كمستضيف لحدث يعنى بالأمة العربية التي تواجه حاليا صورا وأشكالا مختلفة من الانقسامات والخلافات السياسية الداخلية قبل الخارجية «اللهم انصر أمتك وأعل كلمتك..».