التشهير المثير!!

أحمد صادق دياب

TT

رسالة جميلة وصلت إلي عبر الإيميل من السيد حمدان خلف الغامدي، تحدث خلالها عن الكثير من القضايا التي يمر بها الوسط الرياضي، وأحسست أنها تحمل الكثير من المعاني والأفكار الجميلة التي لا بد من نشرها. لست معتادا على نشر ما يصل إلي، ليس تقليلا من شأن الإخوة الأعزاء الذين يتفاعلون مع ما نكتب، ولكن لأني أحس أن البعض منا يعتقد أنها نوع من التباهي، ولكني سأتجاوز عن هذه النقطة وأنشر ما كتبه حمدان.

أخي أحمد صادق دياب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أولا أنت لا تعرفني كشخص، ولكني وكما أعتقد، أملك كل الحق في التعبير عن رأيي، كوني المعنيّ، كغيري كثيرين، بكل ما يكتب في هذه الجريدة أو غيرها، لأننا ندفع مقابل تلك القراءة.

في كل يوم أتصفح ما لا يقل عن أربع صحف، وأبحث في الأخبار والمواضيع الرياضية التي تطالعنا بها، وأصدقك القول إنه في أحيان كثيرة أندم على ما دفعته مقابل شرائها، ولكني أعاود الكرّة في اليوم التالي، وكأني لم أتعظ من سابقه. أتساءل، وأنا متأكد أن هناك كثيرين مثلي، هل كُتّاب الرياضة في صحفنا معنيون بما يكتبون، ويتفهمون ما يمكن أن تؤدي إليه الكلمة في هذا الزمن المشحون أصلا؟

من حقك أن تقول ما الذي تعنيه من هذه الكلمات القوية، ولكني أعود إليك فأقول: ما رأيك وأنت تقرأ في الصباح كلمات مثل «الحرامي» و«الغبي» و«السطحي» و«الفوضى» و«العبث» و«التسيب» و«المعركة» و«الكذاب» و«الفاشل» و«الخائن» و«قليل الأمانة» و«العبثي» و«المتمادي» و«صاحب التقية» و«العبيط» و«الفوضوي» و«المؤامرة» و«الكباري» و«ألزهايمر» و«مصحة نفسية»... إلى آخر الكلمات في قاموس الشتائم العربي. ولا أعتقد أبدا أنها استعملت من قبل في الإعلام، فهل نحمل سبق تقديمها لأبنائنا؟

صدقني وبكل مرارة أقول إنها ليست حالة خاصة في صحيفة واحدة أو من كاتب واحد، فانظر إلى ما يكتب الأستاذ «...........». في عموده، وانظر إل ما يقوله الأستاذ «........». في التلفزيون، وما يكتبه «........». ومثلهم كثير، لا يمكن حصرهم في هذه الرسالة.

نحن ندفع مقابل ما نقرأ ولا نجد في كثير من الأحيان إلا ما يندى له الجبين من شتائم متبادلة ودفاع مستميت عن قضايا لا يمكن أن تقف أمام أي منطق عقلاني. وتحول الإعلام الرياضي مع الأسف إلى لجنة دفاع ومرافعة من جهة، وإلى نيابة عامة توجه الاتهام من جهة أخرى. وابتعد الإعلام عن هدفه الأصلي وهو نقل الوقائع كما حدثت بلا رتوش أو تجميل أو تحيز. لك أن تنظر إلى أي قضية يتعرض لها الوسط الرياضي لتحكم بنفسك، فالإعلام الرياضي منقسم على نفسه بين مدافع مستميت ومهاجم لا يعرف الرأفة، وكل يريدنا أن نصدق ونقف مع وجهة نظره.