إيطاليا تنطلق إلى نصف النهائي ولا حدود لطموحاتها

أندريا مونتي

TT

رأينا يوم أول من أمس منتخب إيطاليا الأجمل منذ مونديال ألمانيا بالصعود إلى نصف نهائي أمم أوروبا 2012 بركلات الترجيح. واستحقت إيطاليا عن جدارة حسم المباراة من قبل ذلك، ولكن المعاناة تجعل نبأ الفوز أكثر جمالا في يوم الأحد الرائع، فهناك إيطاليا التي فازت بقلبها وكفاءتها وضراوتها في الملعب. وليس هناك حاجة للمبالغة بالصور البديعة بين الرياضة والحياة، ولكن فوز الآزوري في مدينة كييف أمام إنجلترا والفوز الذي لا يصدق لألونسو بسيارة الفيراري في «فورمولا وان» يعدان ضربة ثنائية تجذب الأنفاس في هذه الأوقات السيئة، حيث بات فريق برانديللي بين أول أربعة فرق أوروبية في وجه التنبؤات المظلمة التي صاحبت انطلاقه كما حدث مع العبقري ألونسو الذي توج بسباق فالنسيا، مع اضطراره للانطلاق بقوة وصمود من المركز الحادي عشر. وإن الأخلاقيات المعتادة هي التي تدفع إلى الفوز، وربما تكون قد استهلكت قليلا، ولكنها معزية نظرا لأنها تعمل في المباريات كما هو الحال في السياسة، فعلينا الإيمان بأنفسنا دائما، حتى وإن كان الفوز غير مرجح والمسافة بيننا وبين الآخرين لا يمكن تجاوزها، كما تبدو.

وفي المساء، عمت البركة على المنتخب الإيطالي في ملعب أولبيمسكي الوطني في مدينة كييف، بفضل تصدي الحارس بوفون للتسديدتين الوحيدتين لجونسون وويلبك، مع انتظار الفوز برهان ركلات الترجيح (4 - 2). ولقد ضم الشوط الأول أجمل مشاهد مقتطعة في كرة القدم في «يورو 2012» حتى الآن. فقد مر الكثير من الوقت لم يصنع فيه الآزوري خمس تسديدات خالصة أمام خصم قوي، بما فيها إنهاء رائع لدي روسي. ولو كان بالوتيللي قرر أن يضع في اعتباره، علاوة على نفسه، الخصوم التي دفعت ثمن العودة للهجوم، كنا أنهينا المباراة متقدمين، ووفرنا على أنفسنا المعاناة التالية. وفي الشوط الثاني، شاهدنا الأمر ذاته بالموسيقى نفسها، حيث سيطر المنتخب الإيطالي على الملعب، بل واستحوذ عليه، بصنع خمس فرص أخرى؛ وكانت أكبرها الخاصة بدي روسي، لو كان قد استفاد منها، على بعد خطوة من المرمى، وانتزع جونسون أجملها كالعادة من بين قدمي نوتشيرينو قبل لحظات من النهاية، وكانت لتصبح الضربة المناسبة لإلحاق الهزيمة بالخصم. وعلى العكس احتجنا إلى الاستعانة بالوقت الإضافي وركلات الترجيح. ولكن أنصفنا الحظ في النهاية وقرر استحقاقنا للفوز.

ونحن الآن ضمن أول أربعة فرق في البطولة القارية، وتعد كرة القدم التي رأيناها حتى الآن أفضل من ما رأيناه في جنوب أفريقيا، حتى وإن لم تكن استثنائية. وهذا ما يعني أن هنا يكمن الاحتفال، ويمكننا القياس، من دون البرازيل والأرجنتين، قيمة الملعب الدولي. وكيفما صارت النهاية، يستطيع فريق برانديللي المشاركة مباشرة في المونديال البرازيلي. وإن الطريق وعر من دون إخفاء الصعوبات. وفي العامين المقبلين ينبغي أن نصنع الكنز، بتواضع وحكمة، من فوز أول من أمس المذهل. وفي عام 2014، سيكون بيرلو وبوفون قد تجاوزا 35 عاما. فمن الواضح أن كرة القدم الإيطالية التي تتمتع بالقليل من الأبطال الرائعين، والتي تبخل في منح الفرصة لإنضاج المواهب الشابة، عليها تغيير المسار. وينبغي للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، الذي فاز برهان رائع، أن يكون القوة المحركة للتغيير.

فلا نرغب في الاستماع مجددا إلى أن جوفينكو وإيموبيلي لا يزالان يفتقدان الخبرة، أو رؤية ديسترو وبوريني على مقعد البدلاء في ناديهما، مع إعطاء المساحة المناسبة لفيراتي وكل المواهب الأخرى في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، مثلما يحدث في ألمانيا. وعلى الأرجح سنواجه الألمان يوم الخميس في مدينة وارسو، وسيكون من الجميل إظهار أننا لا نحتاج إلى الدروس في كرة القدم. ونتفق على أنهم أقوياء، ولكن بعد مباراة أول من أمس، إن حدود إيطاليا هي السماء.