برانديللي ينصح لاعبيه: الشكوى غير مجدية

لويجي جارلاندو

TT

لم يضعوا لنا عائقا في منتصف المشوار، حيث إن جدول مواعيد مباريات بطولة يورو 2012 كان معلوما منذ فترة، وأحسن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم صنعا لتجنب أي شكاوى غير واقعية لن تمنح لاعبي المنتخب الإيطالي أي أيام للراحة. وليست المسألة أن المشكلات تنشأ عندما تتعلق بنا. وكان من المناسب التفكير أولا في جدول مواعيد للمباريات أكثر حكمة، وسيكون من الضروري أن يفكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في هذه المسألة من أجل المستقبل. لكن الضرر موضوعي ومؤثر، حيث إن مباراتي ربع النهائي اللتين فصل بينهما يومان تغيران من مسألة الجدارة الكاملة للفريقين في نصف النهائي، وتفسدان المبدأ في الرياضة، وهو أن الجميع متساوون عند خط الانطلاق. وتمكن المنتخب الألماني من استئناف العمل ومواصلة التدريب، في حين استطاع المنتخب الإيطالي فقط استئناف العمل.

إن الحصول على يومين من الراحة أكثر، بعد أربع مباريات في 14 يوما، شيء مبالغ فيه. والاختبارات البدنية هي من ستحدد تشكيلتنا أكثر من الأمور على الورق. ومن المؤسف أننا لا نستطيع اللعب بالبطاقات المتاحة لدينا على أفضل نحو أمام خصم صعب بالفعل يشكل الجانب البدني بالنسبة له نقطة قوة، لكن ما يهون علينا الأمر هو الفخر بأنفسنا، وفي هذه المرة لن نخشى ولن نذرف دمعا أو نئن على الإطلاق، حتى لو سرق منا الخصم كل شيء. فلن يصرخ أحد في هذه المرة ولن يتم تقديم أي اعتراضات رسمية، وسنساند قرار الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ونقبل بالضرر الواقع علينا ونحاول أن نحوله إلى حافز إضافي في المباراة اليوم أمام الألمان. وهذه الثورة النبيلة الخاصة بالمدرب برانديللي التي جعلتنا نبدو رائعين في الملعب امتدت أيضا إلى الخارج. وأوضح المدير الفني للمنتخب الإيطالي الحالة الطارئة التي يمر بها فريقه، لكنه تجاوز ذلك على الفور دون أن يمنح أحدا الفرصة ليتخذ من هذا الأمر عذرا. وفي عشية هذه المباراة المعقدة، بينما يحاول لاعبو الألمان الذين حظوا بالراحة إثبات أنفسهم على أنهم أصدقاء لبولندا عن طريق كلوزه والمهاجم بودولسكي، لا يستطيع أحد أن ينتقد سلوكنا.

وسترون أنهم لن يتمكنوا من إلقاء اللوم على أي شيء ولا حتى في الملعب. ولن يصبح التعب عذرا للمكوث عند خط الدفاع في انتظارهم كما حدث قبل ذلك. وسنهاجمهم بكل قوة، وسنحاول الضغط عليهم من بداية الهجمة والاحتفاظ بهم هناك. وسنكرر المباراة التي تألقنا فيها أمام إنجلترا، بشجاعة وبقوة، لأننا نفذنا الفكرة على أرض الواقع، ولا يود تشيزاري برانديللي أن يتراجع إلى الوراء مهما كان الثمن. وكما كان يقول أدريانو غالياني في «الحرب الكبيرة»: «إذا فزنا بهذه الحرب بكل الوسائل التي نمتلكها، فنحن بالفعل جيش عظيم».