من الآن.. «إسبانية»!!

هيا الغامدي

TT

على الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا ليس على المباراة النهائية فحسب وإنما على كشف الستار عن هوية المقابل لإسبانيا الطرف الثاني بالمباراة الختامية بين المنتخبين الإيطالي.. والألماني (أكتب قبل المباراة)، وانطلاقا من كوني من أكثر الناس تصديقا وإيمانا بما يسمى «حظ» مع أن الماتادور الإسباني بغنى عن «بركات سيدنا الحظ» إلا أن المشاهد للقاء النصف النهائي بين إسبانيا والبرتغال سيدرك كلامي، فالسليساو كان ندا قويا للماتادور ومنافسا للآخر مع بطلة العالم والنسخة السابقة إسبانيا والجميل أن بالملعب كان هناك أكثر من صراع دائر، يتقدمه الصراع «النفسي» بين عناصر «البرشا.. والريال» تفوق وطغى على الصراع «التنافسي» بين المنتخبين، فالحرب السيكولوجية وسيلة فعالة تستخدمها بعض المنتخبات للوصول لما تصبو إليه، فالجمهور الإسباني وعلى الأكثر جمهور «البرشا» وضع نجم «الريال» رونالدو تحت مظلة الضغوطات النفسية بالهتافات المستفزة محاولة مضايقته وتشتيت انتباهه بترديد اسم الغائب الحاضر بصفوف الإسبان النجم الأرجنتيني البعيد عن الدماء الأوروبية «ميسي»!! ولأنها تركزت على الند المنافس لميسي فلم تكن لتؤتي نفعا مع تألق الأخير وقيادته لمنتخب بلاده لهذه المرحلة فضلا عن كونه صاحب أعلى رقم تهديفي، وكادت تخيب لولا «غباء» مدرب «برازيل أوروبا» وفرضية الحظ بركلات المعاناة الترجيحية!

بتلك اللحظة تذكرت وضع ملاعبنا المحلية ووضعت أكثر من مقارنة هي بالطبع «ظالمة» من كافة النواحي، ونحن الذين نطلب من جماهيرنا ومدرجاتنا وملاعبنا التحلي بالمثالية والنموذجية التي عليها ملاعب أوروبا، غافلين كم السلبيات بين ثنايا تلك المطالبات! الحظ لا ينصف دائما كما هي الحياة متجردة مع الضعفاء فقط!

أمس لعب الطليان أمام الألمان لقاء ثنائي الوجهة تحكمه «الزوايا الحادة للثقة»، فالطليان ينطلقون من الثقة بماضيهم «المتفوق» على المانشافت، والألمان ينطلقون من ثقتهم بقوة وإمكانات وظروف فريقهم الحالية على الرغم من العقدة الأبدية، وبين هذا وذاك أخشى أن يظهر «اللي ما يتسمى» حظ مجددا ويحرم الأفضل للمتابعة الأوروبية.

من جهتي «تمنيتها» إيطالية عن قناعة ذاتية منطلقة من كم «الفخامة» الكروية التي من الممكن أن تجتمع بلقاء يجمع بين دفتيه الآزوري والماتادور بالنهائي، «ولكن» الحظ كما التوفيق، كما التصنيف كما الدوري كما اليوروهات، سيكون مع إسبانيا ليس رجما بالغيب ولكنها قراءة نقدية واعية لمنطق تجافيه الكرة دائما!

متفرقات

في الملاعب التي نراها نموذجية واستثنائية ومثالية تنبعث روائح الحقد والعنصرية والتمييز والهتافات المعادية والحماقات ضد اللون والجنس والدين والنسب ولا غرابة ولكن الغريب أن تصدر تلك التصرفات من جماهيرنا العربية المسلمة!!

من الغباء أن نربط بين فعالية مدرب المنتخب (رايكارد) ومدرب الهلال الجديد (كومبواريه) بحجة اضمحلال وتدني مستويات أداء المنتخبين الهولندي والفرنسي وبالذات الأول الذي خرج «صفر اليدين» أوروبيا، وما علاقة فكر المدرب ومهاراته التدريبية بنتاج منتخب بلاده المرتفع والمنخفض كأسعار اليورو؟!

بروز نتاج ونجومية نجوم «ريال مدريد» الإسباني وعلو كعبها عن حصاد باقي نجوم الأندية العالمية المعروفة بما فيها الند المنافس (برشلونة)، محظوظ مورينهو في كم «البر الكروي» الذي تقدمه عناصر «الملكي» لمدربها ومعلمها وأستاذها (جوزيه مورينهو) كقوة إرادة وتأثير على النتائج وتغيير مجرى المباريات باللقاءات الحاسمة!

وإن تأهل الطليان.. أتوقعها «إسبانية»!