هل إسبانيا أفضل فريق في التاريخ؟

أليساندرو دي كالو

TT

قبل انطلاق بطولة أمم أوروبا، طرحت صحيفة «وول ستريت جورنال» المرموقة سؤالا بمليون دولار: هل فريق إسبانيا، الحالي، هو أفضل فريق في التاريخ؟ لا نتحدث عن كرة القدم فحسب، وإنما عن كافة الرياضات. وكانت الصحيفة الأميركية اليومية قد وضعت مجموعة من المعايير وأخذت في الاعتبار فترة زمنية مدتها خمس سنوات لمقارنة «الماتادور» خاصة مع فرق أخرى لامعة في كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأميركية والهوكي. ويظل السؤال مفتوحا، لأن إسبانيا، كما نعلم، تأهلت إلى نهائي بطولة أوروبا، ولو فازت بالنسخة الحالية من اليورو أيضا فلا أحد - بحسب «وول ستريت جورنال»، يمكن أن يقصيها عن أعلى مكانة بين الفرق على مر التاريخ.

بالتأكيد مع رؤية تشافي وإنييستا يلعبان ضد البرتغال - على الأقل في الوقت الأصلي للمباراة -، فإن التساؤل الذي طرحته الصحيفة الأميركية بدا أكبر من الواقع بمراحل. وإذا لاحظنا الصعوبة التي كان يحاول الإسبان من خلالها إكمال ثلاث أو أربع تمريرات متوالية، كان يبدو أنهم قد عادوا عشر سنين أو أكثر إلى الوراء، حينما كانت إسبانيا تحضر بين المرشحين ببطولات أوروبا ومونديال كأس العالم، إلا أنها تتعثر بعد ذلك في طريقة لعبها المعتادة في لحظة دخول البطولة مرحلتها الحاسمة. لم يكن فن المنافسة، لفترة طويلة، ملعبا يشعر فيه الماتادور أنه على أرضه. وأول من أمس - ضد كريستيانو رونالدو وعدد لا بأس به من لاعبي ريال مدريد - بدا المنتخب الإسباني كما لو كان يحضر نوعا الغروب غير البديع حتى. وكان الضغط المتقدم والمتواصل من جانب لاعبي البرتغالي يعيق الإسبان من بناء جملة تكتيكية، فيما يشبه الحبّار الضخم الذي بسقوطه على الملعب يُبطئ الجهاز العصبي والتحركات البدنية. وقد أدى تحوّل الأداء الإسباني إلى هبوط بالمستوى لأسفل، وإلى نوع من المحو المتبادل، والذي دخل فيه أيضا رونالدو، فلم تُتح للاعب مورينهو الجوكر فرص كبيرة لكنه أهدر الفرص القليلة التي خلقها، وخاصة في كرة المباراة قبيل انتهاء الوقت الأصلي بلحظات.

حينما سحب فيسنتي دل بوسكي تشافي من المعلب، بدا عصر التمريرات البينية الأرضية فيما يشبه خيوط العنكبوت قريبا جدا من نهاية الخط، وعلى العكس استعاد الحياة، مثل ذيل السحلية، بمجرد أن بدأت حركات عضلات لاعبي البرتغال في التباطؤ. كما بدأ الترياق العظيم، والمماثل لما استخدمه مورينهو لإيقاف خطورة البارسا، في إظهار حدود مفعوله. فقد استعاد قلب وعقل إسبانيا العظيمة العمل مجددا، ما دام الملل الطويل قد انتهى في ركلة فابريغاس الترجيحية الحاسمة. إسبانيا لا تزال على قيد الحياة، لكنها إنسانية للغاية، وينبغي على من يواجهها في النهائي الصراع حتى آخر نفس.