كأس العرب.. للعرب!

صالح بن علي الحمادي

TT

15 مباراة عربية - عربية.. عرفتها البطولة العربية التاسعة (أو.. «كأس العرب 9») لكرة القدم، التي يشارك فيها 11 منتخبا في ضيافة المملكة العربية السعودية في مدينتي الطائف وجدة، وبالطبع فالسعادة زارت أروقة جماهير منتخبات السعودية والعراق والمغرب وليبيا، كون هذا الرباعي بلغ المربع الذهبي المؤهل للمنافسة على الكأس أو اللقب على حساب منتخبات الكويت وفلسطين واليمن والبحرين ومصر والسودان ولبنان!

التنافس في المجموعات الثلاث ظل متقاربا (غالبا) وجميع المنتخبات عرفت التسجيل، وحصل الأضعف منها على نقطة وحيدة على أقل تقدير، ما عدا منتخب البحرين (الأسوأ في البطولة)، باعتباره لم يحرز ولا نقطة وتلقت شباكه 8 أهداف هي الأكثر في شباك واحدة!

وإن كانت الترشيحات تذهب للسعوديين والمغاربة للعب المباراة النهائية على حساب الليبيين والعراقيين، فإن هذا ليس الأهم كون البطولة أقرب إلى الودية منها إلى التنافسية القارية.. فماذا إذن عن عنواننا الواضح «كأس العرب.. للعرب!»

بصراحة على مدى نحو عشرة أيام وفي 15 نزالا لم نشاهد مباراة واحدة نستطيع أن نقول عنها مباراة ذات مستوى رفيع في تكتيك وتكنيك وخطط كرة القدم.. دائما ما كانت المباريات أقرب إلى الطابع الودي أو التجريبي، ولكن (وهنا مربط الفرس) كانت تكلفة ذلك التجريب الودي في الثمن غالية جدا جدا.. خاصة لدى منتخبات السعودية والمغرب والعراق! كيف لا، والهولندي رايكارد والبرازيلي زيكو والبلجيكي غيريتس يتقاضون رواتب عالية جدا تعادل مرتبات عشرات الوزراء في بلدانهم؟!

من واقع الأداء وطبيعة التنافس نعتبر هذه البطولة التي يجب أن تقام بانتظام تام كل أربع سنوات.. فرصة ممتازة لتكون ورشة عمل تدريبية عربية - عربية للحكام (كما هو جارٍ الآن) وأيضا مستقبلا للمدربين؛ كيف؟! كأس أخرى (للعرب)..! مثلا أن يقرر الاتحاد العربي عدم مشاركة المدربين الأجانب نهائيا في هذه الكأس.. فيتكون جميع طواقم «أجهزة» التدريب من مدربين مواطنين.. يأخذون الفرصة (بأمر الاتحاد العربي) ويوفرون على اتحاداتهم الكروية هدر عشرات الملايين على مدربين أجانب.

بقي القول: متى كانت البطولات العربية.. فعلا عربية «مية في المية» بكل كوادرها.. وقتها سنطالب الاتحاد العربي بالحرص على إقامتها كل أربع سنوات وفق تنظيم زمني وجغرافي متلائمين مع ما تقتضيه مصلحة الكرة العربية التي تراجعت كثيرا.. ونتمنى لها العودة القريبة.. وعن كأس العرب لنا عودة!

[email protected]