أيها السياسيون.. الرياضة ليست من عمل الشيطان

مساعد العصيمي

TT

بين ما يحدث في العالم العربي من متغيرات ربيعية.. والرياضة التي يراها الكل عربا وغيرهم الوجه الجميل الذي يتفق عليه، إلا أنها ورغم المتغيرات في الإطار العربي ما زالت دون الاهتمام.. بل الأكثر تجاهلا في الخطاب السياسي التغييري.

بين هذا وذلك حضر السؤال الكبير عن مصير العرب رياضيا بعد تلك الثورات التي غيرت التاريخ.. فهل هي كفيلة أيضا بتغيير واقع الرياضة العربي المزري؟!

من جهتي في الخطابات المعلنة مصريا وليبيا ويمنيا وتونسيا وما نسمعه من مطالبي الحقوق في غيرها.. لم نجد للرياضة ورقيها أي أثر، عرفنا كثيرا عن عمل سيطال السياحة.. لكن لم نسمع شيئا عن الرياضة.. سمعنا من يعد الشباب بآفاق أكبر لكن لم نجد من يهتم ببيئتهم ورقيهم النفسي من خلال التنافس الرصين والترويح البدني البريء، هي شعارات أحسب أنها تمس الرغيف أكثر من البعد النفسي والرقي المعنوي الذي ينشده الشاب العربي.

هناك في البلدان التي تقول إنها بلغت الربيع تصدم في الحال الرياضية المتردية لها في ظل أنك تدرك أن المحتوى قادر على أن يكون في محل الأفضل لكن الفساد شمل هذه الرياضة حتى جعل منها أقرب إلى حال الأراجيز.. للحضور والإضحاك فقط؟! وعليه من يدرك أن القيمة البدنية والشبابية الكبيرة التي عليها مصر تتوارى حين التنافس الدولي!.

نعم على البلدان العربية أن تعيد ترتيب تطلعاتها بحيث لا تتجاوز الشغف الكبير.. وهنا جدير على القادة الجدد أن يدركوا أن الرياضة شأن مهم لإشاعة الولاء للبلد، بالاعتماد على الدور الهام الذي يمكن أن يضطلع به المجتمع والإعلام في نشر محتواها السامي، وجعل المناشط الرياضية والاستحقاقات الرياضية ليس فقط للممارسة البدنية أو مجالا للتباري والتنافس والاستثمار ولتعميق انتماء كل الشعب إلى بلد يتعين حفظ أمنه واستقراره.

الرياضة أداة لتقريب وجهات النظر ووسيلة لتضييق الهوة بين الثقافات المختلفة داخل المجتمع الواحد، بل إنها دعوة إلى الهدوء الداخلي والتفاهم المجتمعي، ونبذ لكل القيم البليدة والعادات السيئة، وفائدة ومنفعة وقضاء وقت طيب ومنافسه شريفة، وتفريغ أمثل مباح للعدوانية والطاقات الزائدة، وترويح عن النفس، وتنمية للانتماء والتوحد لمواجهة عوامل التفريق بين المجتمع الواحد.

الشباب فئة حرجة تتفاعل بسرعة وتتأثر بسرعة أكبر إما أن تعطي طاقة مفيدة أو تكون أداة سلبية تزيد القلق والتوتر.. وتتجاوز لتعيث في الأرض فسادا وهو ما يؤثر على الاستقرار واللحمة والوطنية، ولأجله فمن المهم مهم جدا أن نرسم مخططات عامة لنظام اجتماعي شبابي جديد.

إن استمرار تجاهل اهتمامات الشباب وخاصة البدنية والتنافسية رياضيا خلال الخطابات السياسية التي يبشر أصحابها بغد أجمل للشأن الشبابي.. لهو ضد الرقي والانتماء.. ولذا نقول كونوا «إخوانا للشباب» على أقله كي ننعتق من فكر البعض الذي يرى في الرياضة التنافسية رجسا من عمل الشيطان.. فوجب دحرها؟!

[email protected]