إسبانيا تؤكد: اللاعبون أولا

عادل عصام الدين

TT

بقيادة الإسباني غوارديولا.. أبدع فريق برشلونة وحقق الكثير من الإنجازات.

وبقيادة دل بوسكي.. أبدع منتخب إسبانيا وفاز بأقوى البطولات.

ألا يحق أن أقول مجددا: إن اللاعبين يأتون في المقام الأول؟!

نعم.. للتدريب أهميته.. وللإدارة أهميتها.. وللإمكانات أهمية كبيرة بيد أن اللاعب يظل هو الأساس، وهو الرقم الصعب، وهو العنصر «الأول» في بناء الاستراتيجية.

ثمة إجماع على أن قوة برشلونة تكمن في الثنائي تشافي وإنييستا.. ومعهما الأرجنتيني «الأسطوري» ميسي.

وقوة إسبانيا تكمن في الثنائي تشافي وإنييستا، ومعهما تشابي ألونسو وفابريغاس وراموس وديسلفا وبقية الأسماء من المبدعين، ولكنني أسأل مجددا هل كان بإمكان برشلونة أن يتفوق بدون تشافي وإنييستا؟

وهل كان بإمكان إسبانيا أن تفوز بدون إنييستا وتوأمه تشافي؟!

الإجابة في ظني هي لا، والحقيقة أن المرء يجد أن ثمة تشابها كبيرا جدا بين البرشا وإسبانيا.. لأن تشافي وإنييستا هما الأساس.. الأول هو المايسترو والثاني هو الدينمو..

تألقت إيطاليا في هذه البطولة بقيادة المدرب الذكي برانديلي، وتألق معه الدفاع.. ونجم الوسط الذي لا يقل كفاءة عن تشافي وإنييستا.. وأقصد البطل الفنان بيرلو ومعه أيضا الفنان كاسانو، لكن الفرق يكمن في «كيمياء» العلاقة والتجانس العجيب و«توأمة» الملعب بين تشافي وإنييستا.

أما جديد هذه البطولة فهو أن إسبانيا فازت بجدارة رغم أنها لعبت دون «رأس حربة»، ومع أن المهاجم المعروف توريس سجل 3 أهداف، وفاز بلقب الهداف إلا أنه بالتأكيد ليس في مكانة الغائب الحاضر ديفيد فيا.. ولا يعد من مهاجمي العالم الأوائل.

قدمت إسبانيا درسا فنيا رغم تذبذب مستوياتها في هذه البطولة بسبب الإرهاق وعدم الاستقرار في الهجوم، إلا أن القوة الرهيبة لخط الوسط صنعت الفارق في النهاية مع براعة لا يمكن إنكارها للمدرب العظيم دل بوسكي، الذي أرى أنه أفضل مدربي البطولة مع التقدير للإيطالي برانديلي الذي نجح نجاحا كبيرا، إلى أن جاءت المباراة النهائية فكانت المفاجأة والسقوط الكبير.. بالأربعة والتي ستظل «درسا» مهما لفترة طويلة قادمة.

في هذه البطولة تفوقت إيطاليا صاحبة «دوري القوة» على إنجلترا صاحبة «دوري السرعة» وأخيرا فازت إسبانيا صاحبة «دوري الفن» على إيطاليا بكل قوتها. وخسرت ألمانيا صاحبة «دوري الحضور الجماهيري» أمام إيطاليا «القوية».. قدمت إيطاليا مباراة «نموذجية» أمام ألمانيا.. كانت إحدى أجمل مباريات إيطاليا في تاريخها بيد أنها سرعان ما أضاعت هذا العرض «النموذجي».. بالانهيار المفاجئ أمام إسبانيا صاحبة الأداء «النموذجي» هذه المرة.

وأختم بالقول: كما أبدع إنييستا في كأس العالم الأخيرة أبدع في بطولة أوروبا واستحق لقب النجم الأول.. وكان نجوم «الفن» كالعادة هم الأكثر ترشيحا ولفتا للانتباه.. تشافي.. وبيرلو.. وكاسانو.. هؤلاء الأربعة كانوا الأبرز.. الأجمل.. الأكثر جاذبية ولذلك وصلت إسبانيا وإيطاليا.

[email protected]