تشافي ملك خط الوسط الأوحد

أندريا سكيانكي

TT

من كان توهم، بعد الأداء الباهت في نصف النهائي، عليه الآن الإيمان مجددا. حينما يكون أي شخص بطلا، فمن الصعب أن يرتكب خطأين متتاليين، وهكذا تمكن تشافي هيرنانديز، 32 عاما، والذي كان في أزمة حقيقية في مباراة نصف نهائي يورو 2012 لدرجة أن اضطر المدرب ديل بوسكي لتغييره، من حمل المنتخب الإسباني على أكتافه وقاده إلى قمة أوروبا. قيادته الحكيمة لخط الوسط، التمريرات المحسوبة بدقة شديدة، والتمريرات البينية التي يلعبها بإيقاع متلاحق، لكل هذا قدرة على حبس إيطاليا وإجبارها على البقاء رهينة لمدة 90 دقيقة. في نهائي كييف، تواجه أفضل قائدي أوركسترا في العالم، وهما تشافي تحديدا وبيرلو. لقد فاز الإسباني المدعوم جيدا من زملائه، لكن هذا لا يعني فشل لاعب الأزوري، لا ينبغي القول بذلك. لكننا نعرب عن رغبة واحدة: ربما يروق لنا رؤية بيرلو في نصف ملعب إسبانيا.

وتؤكد الأرقام الأداء السوبر للاعب الإسباني، فقد لمس لاعب وسط برشلونة 109 كرات، وقام بعدد 71 تمريرة إيجابية وأخطأ في 7 فقط. وتعد الدقة، دائما، إحدى نقاط قوته، وليس الإبداعات المدوية، على طريقة بيرلو كي نكون واضحين، وإنما ربط مستمر ومثمر. تمريرة لتشابي ألونسو، وثانية لفابريغاس، وثالثة لإنيستا، وأخرى لبوسكيتس، في انتظار أن ينفتح ممر على الأجناب أو وجود إمكانية لدعم اللعب في الجبهتين اليمنى واليسرى. تشافي مايسترو في اختيار التوقيت، يبطئ اللعب في الوقت المناسب ويسرع الإيقاع بمجرد رؤية الخصم محاصرا. مثلما حدث في فرصة الهدف الثاني للماتادور، حينما مرر كرة طولية مدهشة لزميله خوردي ألبا واخترق دفاع الأزوري. ولا بد أن نذكر لتشافي 4 تمريرات طولية نجح في لعبها، وتمريرتين اخترقتا دفاع الأزوري و4 كرات عرضية لعبها ومثلها تمريرات حاسمة. إنها مساهمة ضخمة، ودائما في خدمة الفريق. من الصحيح أن هناك 8 كرات فقدها أيضا، لكن لا يمكن نسيان الست كرات التي نجح في استعادتها، فلاعب الوسط هو أول من يتجه للضغط ومحاولة إرباك الخصوم.

ضوء منطفئ: لم تكن أمسية بيرلو لامعة، فقد بلغ عدد الكرات التي لمسها 88. بينما فقد 13 كرة، ونجح في استخلاص 5 منها. لكن غابت، ولا يتحمل بيرلو الذنب وحده، التمريرات الطولية بشكل رأسي، فزملاؤه، والمهاجمون خاصة، لم يقوموا بالتمرير في العمق، وحاول بيرلو تجاوز دفاع إسبانيا ثلاث مرات فقط. كما أن المعلومة الأخرى التي تفسر المباراة السيئة لإيطاليا هي «الصفر» في رصيد بيرلو من التمريرات التي تخترق دفاعات الخصم، فهل من الممكن ألا يفلح لاعب مثله أبدا في إشعال الضوء؟ السبب هو أن لا أحد من زملائه يفلت من الرقابة اللصيقة ولا أحد يظهر نفسه، فالإرهاق مسيطر. كما حاول قلب وسط الأزوري التسديد مرتين في المرمى، وكلاهما لم يكن بين القائمين والعارضة، ولم يتم اختبار كاسياس قط. ولم يكن أمام بيرلو سوى الاستسلام، فكم هو قوي منتخب إسبانيا هذا.