ماذا يحدث للكرة السعودية؟!

هيا الغامدي

TT

بطولة تلو البطولة وحدث بعد الآخر وتقييم يعقب التقييم وحصاد كرتنا «بالنازل»، لا شيء يذكر، ويدعو للتفاؤل بل العكس! رباه من تلك «الفوبيا» اللعينة التي باتت تعلق بأذهاننا من جراء تكرار الفشل والضياع والسقوط بهوة ما يسمى «كبوة جواد»، الجواد يكبو «مرة» ولا يكرر إخفاقاته - سقوطه - أو هزيمته ولا يصدر التعب لغيره!

لكم تمنينا لو طالت الأيام بالبطولة الأوروبية لتنسينا الواقع «المنهك» الذي بات منتخبنا ينتجه ويصدره على مختلف الاستحقاقات، لتأتي بطولة «ضعيفة» فنيا وإعلاميا وحتى «جماهيريا» لتصدم الشارع الرياضي السعودي بمنتخب بلاده الذي بات مع ريكارد «استراحة» المنتخبات «المتسلقة» على الأكتاف المنهكة!

هل تخيلتم مسبقا أن منتخبنا الذي عايش المونديال أربع مرات، وحصد الكأس الآسيوية أكثر من مرة، وتحصل على لقب الخليج أكثر من مناسبة يكاد يهزم من منتخب كفلسطين مع ما يعانيه الشعب المكافح هناك من مأساة مستمرة؟! لولا التعادل الذي أتى «بالعافية» قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها ليقلل من وقع أم الهزائم العربية!

الخسارة من ليبيا كانت متوقعة عطفا على «واقعها» كمنتخب حالي، يحتل المرتبة الثانية «عربيا» بتصنيف الفيفا، كرة القدم لا تعترف بالتاريخ، فعلى الميدان يكشف النقاب عن الأبطال ويسقط القناع عن أشباههم!

كم كانت المقارنة «ظالمة» بين منتخبنا وقرنائه بالبطولة الحالية، بالأخص مجموعته، «ظالمة» لنا.. و«حالمة» لهم، فالتاريخ الذي لا تعترف به نظرية الكرة لصالحنا، والأسماء وأشهرها ريكارد لصالحنا، الأرض والجمهور لصالحنا.. و«التفوق» والإنجاز لهم، لأن كل تلك مجرد نظريات ورقية لا مكان لها بالواقع! فحتى ريكارد باتت «الإسقاطات» تشكل جزءا كبيرا من تفكيره المنطوق وقناعاته التي بت أشكك بها! أي أعذار تلك التي ترمي بها على حكم؟! وأي سقوط بت تنزلق إليه يا ريكارد وأنت المدرب «العالمي» لتبرر فشلك بقيادة المنتخب الذي تمسكت بتدريبه فقط «طمعا بالمادة» وأنت الذي ترى بنفسك وإمكاناتك ما هو أكبر من المنتخب السعودي تاريخه وإمكاناته؟!

وأي انزلاق بتنا ننزلق إليه وقد أصبحنا ننافس على تجاوز حاجز المئوية كتصنيف صادم للشارع الرياضي، «101» عالميا، والـ«13» آسيويا، أما عربيا فالحال شاهد على موقعنا بعد أن بات طموحنا بكيفية التعادل مع فلسطين والهزيمة بأقل الخسائر من ليبيا؟!

في رأيي أن على إدارة المنتخبات التي أثبتت فشلها أكثر من مرة وكل مرة لم تقدم إلا ما هو سلبي من خواء واضمحلال بالخطط والمخرجات، أن تكون بالشجاعة التي كانت عليها سابقاتها وأن تتنحى جانبا مقدمة استقالتها وتترك المجال لغيرها، فليس العيب بالإخفاق ولكن «العيب» الاستمرار فيه، كما أن على اتحاد الكرة تبرير موقفه وشرح ما يحدث للمنتخب وللكرة السعودية وإيضاح الرؤية في ما يخص المنتخب والمستقبل وريكارد، وخاصة أن الضبابية هي العنوان العريض لما يدور حاليا!

ريكارد ليس المدرب المناسب لنا، واللاعبون ليسوا الأفضل، ولربما «القاعدة»، فاضمحلال الموهبة الوطنية بات الخطر المحدق بكرتنا. توقفت كثيرا عند رأي ديل بوسكي مدرب إسبانيا حينما اعترف بأن سر تألق وتفوق منتخب بلاده «باللاعبين» ثم العمل الإيجابي الفريد الذي يلعبه «اتحاد الكرة الإسباني» والعمل «بالأندية» وإنتاجها وتأثيره على بطولات القارة، تذكرت وضعنا بالمقابل فوجدت أن المقارنة ظالمة أو بالأحرى لا وجه للمقارنة إطلاقا!

[email protected]