في تندر تشافي وخطى الأسلاف

محمود تراوري

TT

ربما لو أشعنا سؤالا هو: «هل تعرف ملعب الصبان؟» لتباينت الإجابات، وتفاوتت بين الجهل والمعرفة، واختلفت باختلاف الأجيال. ويبقى ملعب الصبان في النهاية ليس بـ «ويمبلي ولا الماراكانا»، لذلك ربما تبدو مؤسسة عبد الرحمن محمد سرور الصبان المولود بمكة المكرمة عام 1342هـ اسما شبه مجهول في الذاكرة الجمعية للمجتمع، وبالتالي تغيب تجربته الرائدة في الإدارة الرياضية التي كونت وأرست لبنات البناء الرياضي السعودي الذي يمر بفترة تصدع بالغة في المرحلة الراهنة، ولا يستجيب بكفاءة لتحديات الزمن. استوقفني كثيرا ريبورتاج جريدة «الرياض» في صفحة الجمعة المميزة التي تفتح لنا كوة في جدار النسيان لنطل على الأسلاف، كي نعرف المسافة التي سلكتها خطاهم، هل تجاوزناها أم ظللنا واقفين عندها ببلادة، أم ازددنا بلادة فتراجعنا خطوات عن خطى الأسلاف، فانزوينا.

عندما نقرأ مقتطفات من سيرة الصبان، ونعرف أنه تلقى تعليمه بالجامعة الأميركية في بيروت، أحب الرياضة وقدم للحركة الرياضية الكثير من الدعم المعنوي والمادي، ربما يتبادر إلى ذهننا سؤال مقارنة بين وضع مكة ونادي الوحدة تحديدا في حقبة ما، وما آلت إليه الأوضاع في الثلاثة عقود الأخيرة. وتبقى البؤرة الأكثر إشراقا في الريبورتاج، هي الإشارة إلى أنه «لدماثة خلقه، وعلاقاته المتميزة وثقافته العالية، التف حوله الكثير من أبناء مكة فأسهم في تحقيق الكثير من الإنجازات الرياضية».

ولكي لا يبقى الأمر محددا بتجربة ضيقة تمثل ناديا، علينا أن نوسع الدائرة، لنطرح أسئلة كثيرة، منها، هل من علاقة بين ما نشهده من تراجع في مستوى الرياضة والافتقاد لشخصيات تدير المؤسسات - الأندية الرياضية تمتلك شيئا من مقومات الصبان - كأنموذج - وأهمها دماثة الخلق والثقافة؟ ولعلنا لا نحار كثيرا في تكوين انطباع ذهني عن الحال السائدة، بمتابعة قصيرة للغة الحوار، ومضامين الحوار التي بالضرورة تحدث انعكاسات سلبية تؤثر في المناخ العام، مما ينعكس على الإدارة، وبالضرورة على الجانب الفني أيضا، وهنا تتعمق المشكلة، ويظهر الأثر، كأن نصبح مادة للتندر عند تشافي، أو نخرج من المائة الأولى في التصنيف الكروي.