إنها أنديتك يا نواف

مسلي آل معمر

TT

تباينت ردود الفعل بعد تغريدات الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، عبر حسابه في «تويتر»، حيث أيده البعض في تهمة تقصير الإعلام والجمهور تجاه المنتخب، كما عارضه البعض الآخر، ومن عارضه ربما كان يرى أنه ينبغي عليه (أي نواف) أن يتحمل المسؤولية وحده. لذا سيبقى الخلاف قائما على قدر تعقيد وضع الرياضة، وعدم تقدمها نتائجيا على الصعيد الدولي، ذلك لأن الحلول والجهود تقدم بالطريقة نفسها بعد كل إخفاق، على شكل مسكنات لمواجهة الطارئ المفاجئ.

ولأني أعرف أن الأمير نواف شاب متحمس ومتمرس، يعمل بنفسه، ولا يرمي كل الصلاحيات على الآخرين، فإن الأمل لدي في إمكانية قدرته على تعديل الوضع لا تزال قائمة، أعتقد أنه يحتاج إلى أن يؤمن بأن الوضع لا يحتمل التأني والدراسات، بل يحتاج إلى أن يقتنع هو ومن يثق فيه من معاونيه أن الرياضة تعاني على كل الأصعدة؛ الأندية، المنتخبات، الاتحادات، الإعلام الرياضي. لكن تظل الأندية مربط الفرس في كل إخفاق، وهي مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

يا أمير نواف.. دعنا نضرب أمثلة بالأندية الجماهيرية الكبرى، هل أنجب الاتحاد بفئاته السنية بعد الخليوي وجميل ومحمد نور أي لاعب يلفت الانتباه؟! أين الأهلي من مواهب كخالد مسعد وعبد الجواد وعبد الغني وإبراهيم السويد وطلال المشعل؟! هل في جيل الأهلي الحالي أي موهبة بنصف مستويات هذه الأسماء؟ يا أمير نواف، لا أظن أن أي هلالي ينكر أن مواهب الأزرق الحالية لا يمكن أن ترتقي لمستويات النعيمة والثنيان والتمياط وسامي.. أيضا أين النصر من أنصاف مواهب ماجد، الهريفي، محيسن ويوسف خميس وإبراهيم ماطر؟

إن كنت تعتقد يا رئيس رعاية الشباب.. أن «عالمية» المدرب مع مواهب عادية ستجلب الانتصارات فهذه مخاطرة كبيرة، لأن اللاعب هو الأساس، أما إذا كان هناك إشكالية في تشخيص المشكلة فانظر كم لاعبا لديك في أوروبا.. وكم عرضا تلقاه نجوم 94 بعد المونديال، على الرغم من عدم إقرار الاحتراف الخارجي؟ انظر إلى العمر الافتراضي للاعبينا الذي أصبح لا يتجاوز الـ5 سنوات بسبب الثراء السريع والسهر وتوقف الطموحات.

لذا أقول: لا يمكن أن يبدأ العمل على إصلاح الوضع إلا بالتعرف على المشكلات التي تعانيها رياضتنا، ثم الاعتراف بها والعمل على وضع الحلول. لا أريد أن أبالغ إذا قلت إن الوضع يحتاج إلى عقد ورش عمل يشارك فيها كل أبناء الوسط الرياضي، تحتاج إلى إدارات تنفيذية في رعاية الشباب، وقبل كل ذلك فريق عمل لتطوير الأندية الرياضية التي تدمرت بسبب الإداريين الطارئين الباحثين عن بريق الشهرة ووهج الأضواء.. وقبل أن أختم المقال أقول: اللهم إني قد كتبت من دون تعصب ولا تزلف.. اللهم فاشهد!