الرياضة والقبيلة؟!

مساعد العصيمي

TT

نعيش وسط عالم لا ينفك يتغير بتسارع رهيب.. لم يعد بأيدينا أن نتعايش معه إلا بالانضواء تحت منظومته.. بل نحتاج إلى جهد غير عادي كي نكون في ركابه. الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، في الشأن نفسه تسارعها كبير ومتغيراتها أكبر.. بل إنها من الدقة باتت علما تقنيا واقتصادا متطورا.

وفي محيطنا السعودي واكبنا الأمر، لكن بمنطق المندهش الذي لا يلوي على تغيير من فرط عدم قدرة على المواكبة.. انتقلنا إلى الاحتراف.. لكنه احتراف نقيسه على مزاجنا ووفق نظام القبيلة.. لتصبح مواكبتنا للعالم المتطور.. شكلية يعلوها الصدأ لأننا توقفنا وهم ما زالوا يتقدمون باطراد.

لكن ماذا عن الرياضات الأخرى.. نرفع عقيرتنا.. لأن الأولمبياد العالمي سيحضر بعد نحو شهر.. ونحن نتطلع للمشاركة ليس إلا.. لكن أن نكون في عداد الفائزين فذلك شأن لا نقوى عليه.. ليس إلا لأننا خارج الركب انطلاقا من آليتنا التي نعمل في إطارها.. والسبب أن لدينا خصوصية لا يدركها إلا لجنتنا الأولمبية، تلك التي تفرح بالأولمبياد لأنها بكل إدارييها وقضها وقضيضها هي من يعيش ألق الحضور.. أما الرياضيون فعليهم أن ينتظروا لعل بوادر تطور فكري إداري تحضر لكي يكون لنا نشيد يعزف على منصة المتفوقين أولمبيا.

ليس لدي إجابات على حالنا المتردية رياضيا، وإن أردت أن أستحضر بعضها فلن أنفك من تلقي السخرية التي تعيد إلي إجاباتي وهي مغلفة طازجة.. تحت عنوان لم تستخدم لسقمها.

أنبش في كرة القدم ولعل من العار أن تكون أنديتنا ما زالت تبحث عن التفوق القاري وهي تترنح تحت اليد الممدودة تلك التي ما زالت تتسول الأثرياء ممن نطلق عليهم شرفيين كي يزيدوا من ألقها وقدراتها.. وأحسب أن ذلك جدير بأن يحمل اسم «الخزي الاحترافي».. ألم أقل لكم إن نظام القبيلة هو من يدير العمل الرياضي.. حتى إنه من فرط قوته قد أخضع الاحتراف الكروي لمشيخته.

أين الاحتراف الحقيقي.. ذلك الذي نحسبه سيقودنا إلى آفاق أفضل.. وبما جعلنا نصرخ مولولين.. أين الخصخصة؟ أين الاعتماد الذاتي؟ لكن ليس هناك مجيب ونحن مع «الحمى مليلة» زيادة على الاستجداء والأنظمة التي تقاس على نظام القبيلة، فنحن أعيينا اسم «لجنة» حتى أصبحنا من كثرة اللجان نقترح أن يعيش كل كروي في إطار لجنة ترافقه حتى منزله.. فها هي لجنة الخصخصة ما برحت في إطار الاقتراحات والمبالغات التي نجزم بأنها لن تنفك تعود إلى ما كانت عليه.. لنمضي دون خصخصة؟!

يجب أن نؤمن بأننا لسنا على الطريق الصحيح.. كي نستطيع أن نستعيد أولا بعض قدرتنا على المشي.. بعد أن تأكدنا أن تنظيرات إداريينا هي من يقودنا إلى التراجع.. نعمل وفق الإطار الحقيقي للتنافس والرياضة كما هو في الدول المتقدمة.. نبتعد عن النظام القبلي في الإدارة تلك التي جعلت الإداريين هم المعنيين بالحضور والفعل والتكسب.. أما أصحاب الشأن من الكرويين.. فعليهم أن يستمروا في استجداء الموسرين.. أما باقي الرياضيين فلا بأس إن لم يحضروا أولمبياد لندن، لآن إداريي اللجنة الأولمبية سيكفونهم ذلك؟!

[email protected]