الميلان.. الأقوى حتى دون اللجوء لصفقات سوق الانتقالات

لوكا كالاماي

TT

حتى هذه اللحظة لم يشارك الميلان في دوري الأحلام، تلك البطولة التي تشعل خيال الجماهير ويرصد لها درع شهر أغسطس (آب) من كل عام. فقد تراجع نادي برلسكوني خطوة للوراء في اليوم الذي تخلى فيه عن مبلغ الـ50 مليون يورو التي عرضها باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل خدمات تياغو سيلفا. كم ناد آخر كان ليقاوم ذلك العرض؟ إن التصرف القائم على الحب أو الجنون الذي قام به رئيس نادي الميلان ربما يتم نسيانه سريعا. على أي حال، لقد احتمى الميلان في حصنه بعدم رفض بيع بطاقة أقوى مدافع في العالم. والسبب بسيط، فالصفقات الأكثر أهمية كان النادي يمتلكها بالفعل. ولنرجع خطوة إلى الوراء.

كم مباراة شارك فيها المهاجم باتو خلال الدوري الإيطالي المنصرم؟ فلنتذكر سويا: 11 لقاء بواقع هدف واحد. أمر خيالي. وإذا ما أخيرا عاد باتو سليما بدنيا (وربما متحفزا تماما بعد الظهور كبطل مع منتخب البرازيل في أولمبياد لندن) ربما يصبح سلاحا قاتلا في يد مدرب الميلان أليغري. سواء في ثنائي هجوم مع لاعب آخر أو في مكان إبراهيموفيتش. وماذا عن كاسانو؟ تسببت المشكلات التي تعرض لها في عضلة القلب إلى غيابه عن نصف الموسم الفائت. وكان بمقدور لمساته وأهدافه، بالتأكيد، مساعدة الميلان في مقاومة عودة اليوفي. ولكن أنطونيو تعافى تماما وهذا ما أظهره خلال المباريات التي شارك فيها خلال بطولة يورو 2012، علاوة على الموهبة المعتادة والنضوج الكبير. ولنفكر سويا، على سبيل المثال، في الهدوء الذي استقبل به قرار تبديله أثناء اللقاءات بكل من دي ناتالي وديامانتي. وأخيرا، هناك الغاني بواتينغ؛ أنه رود خوليت الجديد. فاللاعب العملاق قادر على الانطلاق في منتصف المباريات. وخلال الموسم الماضي لعب بواتينغ أيضا مرات قليلة بواقع 19 مشاركة، فيما غاب عن الفريق أثناء أحرج لحظات البطولة. فلنحاول سويا أن نجري بعض الحسابات البسيطة وسنكتشف أن غالياني، لو أراد أن يشتري هؤلاء اللاعبين الثلاثة معا، سيتعين عليه إنفاق نحو 40 مليون يورو، وربما أيضا ما يزيد عن ذلك. جبل من الأموال والمشاعر والاشتراكات المضمونة.

ولكن سوق الانتقالات الدفاعية هذه لا ينبغي أن تكون خادعة. فالميلان سينطلق في الموسم المقبل من أجل الفوز بالدرع المحلية والتقدم قدر المستطاع في دوري أبطال أوروبا. فإذا ما أضاف أليغري هذه «الصفقات الثلاث» إلى إبراهيموفيتش وستيفان الشعراوي وروبينهو، سيصبح لديه وقتها أقوى خط هجوم في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وربما سيتعين على المدرب المنحدر من ليفورنو ابتكار شيء ما لتحقيق أعلى استفادة ممكنة من ذلك القطاع الثري للغاية. ولماذا لا نتصور، على سبيل المثال، طريقة لعب بها كاسانو وبواتينغ كثنائي وباتو خلف إبرا؟ فكرة تتسم بالمخاطرة، دون شك ولكنها مثيرة للفضول. فكرة ربما تصبح أكثر جاذبية لو قادت طرق سوق الانتقالات أدريانو غالياني إلى بيع بطاقة البرازيلي روبينهو بسعر جيد وإعادة الهجوم نحو الأرجنتيني كارلوس تيفيز أو أي مهاجم آخر كبير. من جانب آخر، خلف هذا القطاع الهجومي الناري سيعمل الميلان على الدفع بالوافد الجديد ريكاردو مونتوليفو، لاعب استطاع خلال أمم أوروبا أن يثبت تمتعه بالموهبة والشخصية اللازمتين لارتداء، دون التعرض لأي صدمات نفسية، قميص فريق ثقيل مثل الميلان. ومن المؤكد أن لاعب وسط فيورنتينا السابق لن يجعل أليغري يندم على رحيل أكويلاني، ومن يدري، لعل ريكاردو يصبح صانع ألعاب على طريقة المخضرم بيرلو. افتراض كان مونتوليفو ينميه منذ زمن.

إذن، غالياني يترك عن طيب خاطر المنافسة على لقب درع أغسطس (آب) لسوق الانتقالات، رغم أن المراهنة ما زالت ممكنة حول احتمال قيام الميلان بضربة قوية قبل غلق السوق، فالأمر دائما كان هكذا. ولكن ما يحتاج إليه الميلان اليوم ليس معروضا للبيع، فنحن نتحدث عن إحساس الانتماء المهدد بالانهيار بعد رحيل لاعبين مثل غاتوزو وسيدورف ونيستا وانزاغي، وكذلك أناس أصحاب شخصية كبيرة مثل فان بوميل. إن إدارة غرفة الملابس الغريبة هذه ومحاولة الاستفادة منها يحتاج إلى وجود نقطة مرجعية. قائد جديد. هل بإمكان أليغري ارتداء هذا القميص؟.