تختتم مساء اليوم في العاصمة الأردنية، عمان، بطولة كأس العرب الثانية للشباب تحت سن 20 عاما، بلقاء يجمع المنتخبين السعودي والتونسي، بعد تغلبهما في مباراتي نصف النهائي على المنتخبين الليبي والجزائري بنتيجة 3-1 و3-2.
المنتخب السعودي الذي فاجأ الجميع بأدائه الهجومي طوال مباريات البطولة، وقدرته على التسجيل في كل مباراة، حيث سجل مهاجموه 11 هدفا، بينما استقبلت شباكه 3 أهداف، أعاد لنا شيئا من هيبة ووهج الكرة السعودية السابقين.
في ظني أن ملامح هذا النجاح لو قيض له الاستمرار وتحقق معه لقب البطولة، فسيكون نتيجة اختيار المدرسة الإسبانية ممثلة في المدير الفني سيرجيو على رأس الجهاز التدريبي، ومن ثم اختيار اللاعبين بعيدا عن ضغوط الإعلام وميول الإعلاميين، وأخيرا توظيف اللاعبين وفق ما تقتضيه ظروف كل مباراة.
الأكيد أن المدير الفني للمنتخب، وهو الذي تسلم مهمته منذ نحو شهرين، يرى في هؤلاء اللاعبين «الجيل الذهبي القادم لكرة القدم السعودية»، كما صرح بذلك لوسائل الإعلام، وإن كان يرى بأن هناك من هو بحاجة إلى «إعادة توضيب وتوظيف» بما يخدم المنتخب في المستقبل.
شخصيا أقنعني تبريره ربط إجراء المقابلات التلفزيونية مع نجوم المنتخب، بتسميته للاعبين المصرح لهم بالحديث للفضائيات، حيث لا يريد أن تسلط الأضواء فقط على من يحرز الأهداف، بل على جميع اللاعبين الذين يلعبون كوحدة واحدة، وهو أمر يكشف رؤية هذا المدرب للعمل الجماعي، ومقدرته على السير بالمنتخب إلى آفاق أبعد.
المعلن أن هذه البطولة هي خطوة في طريق إعداد المنتخب لنهائيات آسيا للشباب تحت 22 عاما، المقرر إقامتها نهاية العام بدولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن يبقى السؤال الأهم: ما هي الخطة المقرة لهذه المجموعة بعد هذه النهائيات؟ هل سيدفع اتحاد الكرة باحتراف هؤلاء اللاعبين خارجيا أم سيتم استقطابهم محليا؟ هل سيتم إدراجهم في أنديتهم كأساسيين، أم سيكونون أسرى لبطولة دوري «الظلمات» وبطولة الأمير فيصل بن فهد، الفقيرة جماهيريا وإعلاميا؟ هل سيتم تفكيك هذا المنتخب وجهازه الفني بعد أي إخفاق يتعرض له، كما حدث سابقا للمنتخبات المماثلة، أم ستتم المحافظة على وحدته وتماسكه لأطول فترة ممكنة؟
أعتقد أن اتحاد الكرة مدين لنا بكشف «خارطة طريق» هذا المنتخب، وكذلك المنتخبات السنية، التي نتابع يوميا مشاركتها في مختلف البطولات، دون أن يكون لدينا أي تصور لما سيؤول إليه حالها بعد نهاية هذه المشاركات، فهل يمنحنا اتحاد الكرة هذا الامتياز أم يرى أننا نطالب بما لا يستطاع؟