الخسارة..!

عادل عصام الدين

TT

صدمتني نتيجة منتخبنا لكرة القدم تحت 17 سنة أمام شقيقه العراقي (1 - 4).

أميل إلى المتفائلين، ولست من أنصار من يرفضون الخسارة، وأقدر الظروف، وأتقبل الواقع، وأؤمن بمفاجآت اللعبة، ودروس كرة القدم. ومع ذلك، فإن تلك النتيجة تحديدا تدفعني لطرح علامات استفهام كثيرة.

وجدت نفسي أنتقل من مشاكل «الكبار».. أي المنتخب الأول.. والأندية.. إلى «نتيجة» فريق من الفئات السنية، وفي بطولة عربية كنت ولا أزال لا أرى النتائج هي هدفها، وربما أكون من أكثر من طالبوا بعدم الاهتمام بالنتائج، لأن الهدف في النهاية هو الاكتشاف واحتضان المواهب وصناعة الأبطال.

ومع ذلك.. وجدت صعوبة كبيرة في «بلع» أو الصمت عن هكذا نتيجة أمام فريق نعرف ظروفه.

سمعت من يقول إن من الصعب أن نفوز أو نتفوق على بعض الفرق العربية لأنها لا تلتزم «السن»، وتعد منتخباتنا هذه الأيام أكثر المنتخبات تقيدا بالسن واحتراما للوائح.

والحقيقي، إن صحت هذه الأقوال فتلك كارثة، ولا أعرف كيف تضحك بعض المنتخبات على نفسها و«تغش» نفسها، لأن المنافسات السنية في نهاية الأمر.. هدفها البناء وليس رفع الكؤوس.

ثم إلى متى تصمت الجهات المنظمة عن مثل هذه التجاوزات التي تسيء للمنتخبات غير الملتزمة، ناهيك بما هو أخطر: كيف للناشئ الذي يعرف «عمره» تماما.. أن نعلمه الغش بـ«تغيير» عمره الحقيقي؟!!

كيف يحترم قادته.. واتحاد بلاده وهو يدرك أن عمره الحقيقي «مزور»؟!!

بعيدا عما قيل ويقال عن «تجاوزات» الأعمار.. أعود إلى مباراة منتخبنا أمام العراق وأفترض أن الفريق العراقي واجهنا بنفس الأعمار، لأنني لا أملك دليلا على أي تجاوز ولا يملك غيري الدليل أيضا، فكل ما نسمعه مجرد «كلام».

كلام كثير قيل عن منتخبات أخرى أيضا، ليس في البطولة الأخيرة، إنما في بطولات سابقة كثيرة، سواء كانت عربية أو قارية.

أرجو أن ننسى حكاية عدم تقيد الآخرين بـ«السن»، وأطالب المسؤولين مجددا بضرورة الاهتمام بـ«الفئات السنية» بعد أن فقدنا الأمل في منتخبنا الكبير.

صدق الأمير نواف بن فيصل.. فالمنتخب هو نتاج «رياضتنا».. وكل الأطراف مسؤولة، ولذلك لا بد أن تهتم كل الأطراف بـ«بناء» المنتخبات السنية، وأرجو ألا تكون «السن» عذرا جاهزا بعد كل إخفاق، وليتنا ندرب صغارنا على التفوق حتى على من هم أكبر سنا.

نعلمهم أصول «اللعب الصحيح».. «المهارة الجماعية» بكل تفرعاتها.. وبذل الجهد والاستفادة من المقدرة والإمكانات قدر الإمكان.

[email protected]