بماذا يشترك أنشيلوتي ودي ماتيو ومانشيني..؟

أليساندرو دي كالو

TT

يشترك المدربون الإيطاليون الثلاثة كارلو أنشيلوتي وروبرتو دي ماتيو وروبرتو مانشيني في بعض الأشياء الصغيرة والكبيرة فيما بينهم، حيث يتقاضى ثلاثتهم رواتب جيدة للغاية مقابل تدريبهم فرق أجنبية خارج إيطاليا، ويتحملون أيضا الكثير من الضغط لقاء التزامهم.

ويعد الضغط الكبير الواقع عليهم هو العامل المشترك الأكبر بينهم، حيث يعصف بمقعد التدريب في مدن باريس ولندن ومانشستر بهبوب الرياح العاتية ذاتها.

كما أن كلا من أندية باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي تتمتع بالثراء، ويبدو أن الأزمة الاقتصادية لا تهمها، ليس عن قرب على الأقل، ولا حتى قانون اللعب المالي النظيف المزعوم من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني.

إن ملايين الشيوخ العرب والأثرياء في إنجلترا تتدفق أموالهم مثل الآبار التي لا نهاية لها، وفي أوروبا كلها أصيبت سوق الانتقالات الصيفية بالشلل كما لو أنها تعاني من الغيبوبة، في ظل تحركات متناهية الصغر. بينما تمضي الأندية الثرية قدما بهدوء، كما لو كأن شيئا لم يكن. وعلى سبيل المثال نذكر أن نادي باريس سان جيرمان أنفق حتى الآن 100 مليون يورو، استخدمها في الحصول على لاعبي دوري الدرجة الأولى الإيطالي مثل تياغو سيلفا ولافيتسي وإبراهيموفيتش وفيراتي، ليلعبوا تحت مظلة برج إيفل. كما يمتلك أنشيلوتي الكتيبة التي صنعها المدير الرياضي ليوناردو في العام الماضي، والمكونة من باستوري ومينيز وموتا ولوغانو وماكسويل وسيريغو، وجميعهم يتمتع بالموهبة والكفاءة العالية. ويقوم مدرب تشيلسي والميلان واليوفي السابق بتكوين أحجيته الآن مع الالتزام بتحويلها إلى عمل عظيم.

وينتظر الشيوخ إقلاعا عموديا لأنديتهم، وبالطبع لا يمكنهم تقبل بعض الهزيمة الشبيهة بالدوري المتروك في مدينة مونبيلييه في الموسم الأخير. ويتعين على الاستثمارات إعادة أشياء مهمة إليهم مثل الصورة الحسنة والعظمة والنجاح. ومع هذا الفريق ينبغي على أنشيلوتي الفوز بالدوري الفرنسي بقوة. ولا يكفي هذا مع اتساع الأفق ليشمل السعي للفوز بدوري الأبطال؛ ففي أوروبا أيضا يتعين على نادي باريس سان جيرمان شق طريقه، بالمنافسة على قدر المساواة مع الفرق الكبرى، وإرساء قواعد عهد منتصر.

بينما لم ينفق نادي مانشستر سيتي والمدرب روبرتو مانشيني جنيها إسترلينيا واحدا حتى الآن في سوق الانتقالات الصيفية، ولكن لديه الوقت الكافي لفعل ذلك، ولقد تقدم في الأعوام الأخيرة. وهنا أيضا سيل من الأموال مخصص لسوق انتقالات كروية جنونية بضمه بالوتيللي وأغويرو ونصري ودزيكو وتيفيز ويايا توري. والعالم كله متاح أمامه. وتتمثل المشكلة الأولى، في مثل تلك الحالات، في إقناع اللاعبين الكبار بخوض تجربة جديدة، ثم يجذب أحدهم الآخر. وتظهر المشكلة الثانية في تحويل الموهبة الفردية الكبيرة إلى الأداء الجماعي في فريق واحد كبير. ولقد بدأ مانشيني بالفوز بكأس إنجلترا، ثم أضاف إلى خزانة النادي درع الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يمكنه التوقف الآن، فعليه مواصلة السير حتى الفوز بدوري الأبطال.

وبعدما انتزع المدرب دي ماتيو كأس دوري الأبطال في شهر مايو (أيار) الماضي، يثير الآن المدرب أنشيلوتي، ويقول إنه يقلّد نموذج مانشيني. وهناك شيء ما صحيح في كلماته. وعلى العكس نأمل أن لا يقلّد أحد نموذج لعب تشيلسي في المرحلة النهائية من الدور، حيث تحتاج كرة القدم إلى كثير من الأشياء، وليس إلى تقليد طرق اللعب الدفاعية والقائمة على الهجمات المرتدة. وليس من المنطقي إنفاق كثير من الأموال من أجل تقليد فريق صغير يلعب في الضاحية.

كما أنفق رئيس نادي تشيلسي أبراموفيتش 50 مليون يورو مقابل الاستفادة من خدمات الشابين الواعدين هازارد ومارين. ويتزايد الضغط أيضا على المدرب دي ماتيو، فعليه أن يظهر أنه لم يفز بمحض المصادفة. ويحتاج إلى تحقيق نجاحات أخرى وتقديم أداء كروي ساحر ووفير. في سباق نحو القمة يخاطر بنهاية قاسية، نظرا لأن الجميع عليه أن يكسب، ولكن لا مفر من أن يخسر أحدهم.