أولمبياد لندن والتلاعب بالجينات

TT

حينما تحدث محمد حنزاب، رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، لهذه الصحيفة عن النزاهة والعمل الدولي الكبير الذي بات يصب في هذا الشأن من حيث تأطير النزاهة وعدم التسامح مع مخترقيها.. كان هناك من يتحدث عن الإجراءات التي ستتخذها اللجنة الأولمبية الدولية لجعل «أولمبيادها» في لندن أكثر موضوعية ونزاهة.

نشير إلى ذلك والسيد الرئيس جاك روغ قد أعلن جهارا عيانا عن أن موضوعية المنافسات الرياضية قد باتت محل قلق وتحرٍ وتقصٍ.. ليس إلا أن إجراءات اختراقها قد باتت أكثر تقنية وتطورا.. وهو ما دفع روغ أن يطلق مطلع عام 2011 تصريحه الناري الشهير: «بالتأكيد سيكون هناك عدد أكبر من المباريات غير النزيهة».

هنا نسأل كما غيرنا ولا نقصد هنا مذيعة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» كلير باندينغ التي هزت عرش الأولمبياد في لندن وهي تسأل عن سر الثواني الخمس التي فرقت بها الصينية بي شيون عن الرقم السابق لسباق 400 متر سباحة متنوعة كإنجاز يندر أن يحدث وهو ما أغضب الصينيين وطالبوا بفصل المذيعة.. لنقول هل منظمو الأولمبياد من تقنيي كشف المنشطات قد اطلعوا على كل هذا؟ هل هناك من المشاركين من الدول وقفوا على تقنية جسدية هائلة تمكنهم من تجاوز العالم وهم يحتفظون بسرها.. أم أن في الأمر سرا آخر وجب أن يطلع عليه العالم.. كي يضمن نزاهة بطولته الأهم «الأولمبياد»؟!

نعود إلى ما بدأنا به لنسأل لماذا أصبحت النزاهة محل حوار وجدل في كل أولمبياد.. ومن فهمنا البسيط يبدو أن «الفخ أكبر من العصفور» فتقنيات الغش باتت أكبر من قدرات اللجنة الأولمبية الدولية ومؤسساتها المتناثرة.. وهنا نتحدث عن الغش الجيني الذي بات محل العمل، ولا قدرة لأحد على اكتشافه لأن تعديل الجينات من الجسد وفيه.. بحيث يزيد القدرات من خلال التلاعب بها.. فهناك معامل بحثية قامت بإدخال تعديلات جينية على أجسام اللاعبين في محاولات لتحسين الأداء الرياضي وصولا لتحقيق الإنجازات القياسية التي تضمن لهم إحراز الإنجازات الكبيرة.. وسط عدم قدرة المعنيين بكشف «الغش الرياضي» بلوغ هذه التقنية العلمية.

نتذكر هنا قبل أقل من عقد من الزمن حينما قال المدير العلمي للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات أوليفييه رايبان ونحن ننقله بتصرف من خلال تصريحه لإحدى الوكالات الإعلامية الدولية: «إن عهد المنشطات الجينية قادم لا محالة»، مشيرا إلى أن بعض العلماء أسروا للوكالة بتلقيهم طلبات بهذا الشأن من رياضيين ومدربين.. قال ذلك وقد نفت الوكالة الدولية وجود أدلة على لجوء رياضيين إلى العلاج الجيني كمنشط، إلا أن تقنيات التنشيط الجيني باتت معروفة ومتاحة إلى حد كبير.

حاليا فالتفكير بالبطل الخارق المبهر أصبح متاحا.. والمعامل باتت منتشرة في آسيا وأوروبا والتغيير في الجينات لأجل مجد شخصي وللبلد متاح.. فهل بات التسابق الجيني عصيا على اللجنة الأولمبية الدولية.. ليكون عنوان مسابقاتها المقبلة تحت عنوان: «الأكثر تقنية جينية.. هو الأكثر تحصيلا للميداليات»؟!

[email protected]