الهلال «العاشر» في رمضان

هيا الغامدي

TT

موسم استثنائي تحقق للهلاليين حاليا، وهو ما كانت قد وعدت به الإدارة قبيل بدء الموسم الكروي والمنافسات الفعلية، و«الاستثنائية» هنا تأتي كترميز للوضعية المقلوبة وللوضع الفني الإداري غير المستقر للفريق الأزرق، وهو الذي شهد تغيرات عدة هذا الموسم بدأت بالفراغ «الإداري - الفني» الذي تتضمنه بكثير من الأحيان النواحي «السيكولوجية» والذي خلفه رحيل سامي الجابر وهو الملم بأوضاع الفريق الداخلية حيث فضل الانضمام لأكسير الفرنسي، وبالتالي فالفراغ ما بين الإدارة والمدرب، والمدرب واللاعبين، قائم وبحاجة إلى من يجيد الربط بين جميع الخطوط! والأكثر من يجيد شرح وتفنيد وتوضيح النواحي الغائبة عن ذهن مدرب مارس التدريب في بيئة غير وتعامل مع أذهان احترافية غير. وبصراحة الأرشيف الهلالي محمل بالأسماء القادرة على ملء الفراغ الذي تركه الجابر باقتدار وهي مؤهلة تأهيلا علميا وعمليا، ولا أعلم لماذا تغض الإدارة الهلالية النظر عن الاستعانة بخدماتها كتركي العواد وفيصل أبو اثنين ونواف التمياط، وغيرهم من جيل الجابر وما بعده!

فنيا، وعلى الرغم من أن الفرنسي كمبواريه كان قد رمى باللائمة على لاعبيه وهو بذلك لا يبتعد عن العامل الفاشل الذي يتعذر بالآلة لا قلة إنتاجه، لكنني لا أؤيد فكرة الإقالة لأن الهلال كان من أكثر الفرق الموسم الفائت تغييرا للمدربين عطفا على ابتعاده عن خانة التوفيق في اختيار المدرب الأمثل والأفضل ككوزمين وجريتس وبيلاتشي، من أصحاب الذكرى العطرة سيرة وإنتاجا، المدرب الحالي بحاجة إلى مساعد مدرب «وطني» متفهم لطبيعة اللاعبين وإمكاناتهم يستطيع مناقشته في قراراته من منحى فني ويستطيع مشاركته باتخاذ القرارات من زاوية فنية خالصة، وهي الأدوار التي كان الجابر يقوم بأدائها مع المدربين سابقا. عناصريا، يتضح على العناصر الهلالية غياب الروح واللعب من دون تركيز وكأنهم لا يزالون بوضعية «الصائم»، فضلا عن مسألة عدم التجانس، وانعدام الهارموني بين اللاعبين بعضهم البعض في رأيي ليس عذرا، فياسر القحطاني العائد ليس بغريب عن اللاعبين وهو ابن للنادي، وعدا ذلك قدوم مانغان وويسلي لا جديد، ومسألة عدم التوافق والانسجام بين المرشدي ومانغان طبيعية لعوامل عدة. قلتها مرارا إن نتاج المعسكرات دائما ما يأتي واضحا في شكل الحضور ببداية الدوري، وهو ما تحقق مع الهلال، زيادة على الضعف اللياقي الذي يعاني منه اللاعبون وهم الذين انتهوا للتو من المعسكر الخارجي، فإلى ماذا يعزى؟!

غياب هوساوي عن الفريق أثر بخانة قلب الدفاع، الثغرة التي تنفذ منها فرص الفرق المقابلة بكل اقتدار، وخاصة أن المدافع الأفريقي الجديد مانغان بطيء في حالة تغطية الهجوم المرتد، فضلا عن انخفاض مستوى وأداء المغربي عادل هرماش وعدم فاعليته، ولا أعلم لماذا تبقي عليه الإدارة الهلالية حتى الآن وهي التي أخطأت بتخليها عن لاعبين أكفاء أجانب امتلكوا مواصفات اللاعب المثالي كفيلهامسون ورادوي ونيفيز!.. وماذا في المقابل؟!

فإذا كان نتاج الفريق ونتائجه مع فرق كهجر والفتح - مع احترامي - هزيلا ومتأخرا، فما بالك مع الفرق الكبيرة الأخرى؟! كيف سيكون الحال وسبحان مغير الأحوال بالهلال العاشر في رمضان؟! الإدارة وحدها من يملك في هذا التوقيت بالذات إعادة ترتيب الأوراق بالإزاحة والإحلال والاستبدال، وإلا فستبقى في قاع الترتيب تمارس البكاء على الحال خلف الفرق الصاعدة للتو من دوري الدرجة الأولى!