قبل وقوع الكارثة!

أحمد صادق دياب

TT

* اليوم وبعد أكثر من عشرين يوما تقريبا على تنصيب الإدارة الجديدة في نادي الاتحاد، يبدو أن الخطوات التي اتخذتها حتى الآن محسوبة وبدقة شديدة وحرص متناهٍ، ليس الهدف هنا هو الحديث عن الإدارة أو تمجيدها، ولكن ما حدث وما قابلته هذه الإدارة يؤكد على أن أنديتنا جميعها محتاجة إلى لائحة مالية قوية وواضحة تضمن عدم تفريط الإدارات المختلفة في المقدرات المتعددة للأندية، كونها قطاعا عاما يفترض أن يخضع للرقابة المالية والأنظمة الحكومية، والمحاسبة القانونية.

* فما حدث في نادي الاتحاد، من الناحية المالية، بكل المعايير يعتبر كارثة.. شيكات بلا رصيد، ديون غير واضحة الصرف، مطالبات غير محددة الملامح، من أكثر من جهة، عقود مبالغ فيها، وشروط توريط لأي إدارة قادمة، كل هذا يؤكد ضرورة إيجاد لائحة تحكم الصرف، وعقود موحدة للمحترفين، وإلزام أخلاقي لأي إدارة مغادرة باستيفاء مسؤولياتها، وإبراء ذمتها، حتى وإن كانت الموارد للأندية في أغلبها من التبرعات الشخصية، فهذه التبرعات في النهاية للأندية وليست للأشخاص القائمين عليها.

* ما حدث في الاتحاد قابل للحدوث في كل الأندية بكل مستوياتها، وما لم يتم إيجاد هذه اللائحة التي تضمن محاسبة صريحة للقائمين على الأندية، فلا يمكن القبول بمطالبات ليس لها سند قانوني في الميزانية التي تتركها الإدارات الراحلة، حتى وإن كانت تستند إلى شيكات مصروفة ما لم يكن هناك وضوح كلي في قيمة تلك المطالبات وما تم مقابلها، فالوضع الحالي يقلل من إقبال الداعمين للأندية، بسبب التفريط الذي يرونه في هباتهم ودعمهم، وهو الأمر الذي سيؤدي دون شك إلى مزيد من الضعف في جسد الرياضة السعودية.

* من يأتون لخدمة الأندية في كل المستويات بالتأكيد يقدمون جهدهم، ولكن المحاسبة والرقابة ستجعل عملهم أكثر كفاءة ودقة، ويساعد على نمو متوازن للحركة الرياضية.

* لائحة الانضباط الجديدة التي تم العمل بها مؤخرا هي ثمرة جهد وعمل ونقاش متواصل لشهور طويلة، شاركت به الجهات القانونية في الأندية، كنت أتمنى من الذين تبرعوا لانتقاد اللائحة السابقة أن يعطوا اللائحة الجديدة حقها الكامل من القبول والإشادة.

* الإنجاز الذي حققه أبطالنا في الفروسية، كان نتاجه التقدير من أعلى سلطة في البلاد حين استقبلهم خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، ومنحهم الأوسمة الرفيعة... رغم هذا الاحتفاء، تعالت بعض الأصوات النشاز لتقلل من هذا الإنجاز، وهؤلاء هم الذين لا يعملون شيئا ويتفرغون للنقد فقط.

* مشكلتنا في الوسط الرياضي هي كثرة من ينتقدون فقط، دون أن يضعوا حلولا بديلة.

* أشعر بالألم الذي يمر به الأستاذ علي داود رئيس الوحدة وهو يتعرض لهذا الكم المهول من النقد والهجوم الجارح لمجرد خسارة مباراة، رغم أن المنتقدين له لم يقدموا حتى قيمة مياه الشرب للاعبين.