كرسي في الكلوب

مصطفى الآغا

TT

أعترف أنني نادرا ما أشاهد برامج حوارية تلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك ولكني بالصدفة تابعت لقاء «نجم» مصر محمد زيدان مع الزميلة لميس الحديدي في برنامج «كرسي في الكلوب» والذي فهمته أن المقصود من عنوان البرنامج هو من يضرب «الكلوب أو اللمبة خلال الأعراس ويحاول إطفاءها» ويبدو أنه تقليد مصري أو هكذا تهيأ لي والله أعلم.

في سياق الحديث سألت الزميلة لميس «النجم» زيدان عن سبب اعتذاراته الكثيرة والمتكررة وتهربه من لقاءات منتخب مصر المهمة بحجج وأعذار واهية كأمور عائلية وأخرى شخصية وأحيانا أشياء لا يقتنع بها الشارع المصري. وقبل أن أتحدث عما قاله زيدان أريد أن أشيد بشفافيته الفائقة وصراحته المدهشة في الحديث عن أمر قد يقلب الطاولة عليه وعلى مستقبله رأسا على عقب.

لميس سألت عن قصة اعتذاره عن مباراة مصر مع أفريقيا الوسطى الحاسمة في تصفيات كأس أمم أفريقيا التي تحمل مصر لقبها 7 مرات، ولكنها غابت عن النسخة الأخيرة في غينيا والغابون وهي التي كانت حاملة اللقب وها هي ستغيب عن بطولة جنوب أفريقيا بعد أن خسرت في القاهرة (3 - 2) سجل أحدهما زيدان نفسه، ولكن زيدان آثر أن يغيب عن مباراة الحسم والسبب على لسانه هو التالي «أنا رحت بكل روح وطنية للكابتن برادلي مدرب المنتخب وشرحت له ظروفي.. فالملعب في أفريقيا الوسطى سيئ جدا وهو وصفة للإصابات، والأفارقة سيلعبون مباراة حياة أو موت وأنا ليس لدي عقد مع أي ناد، ومستقبلي على المحك لو اتصبت فهيضيع مستقبلي وهو تفهم وضعي».

للعلم فإن زيدان في الحادية والثلاثين واحترف في بروسيا دورتموند وماينز وهامبورغ وكان سببا في إحراز بلاده لبطولتين أفريقيتين بتمريرتين حاسمتين في نهائيي 2008 و2010 وهو صاحب موهبة كبيرة لو عرف كيف يوظفها جيدا مع منتخب بلاده.

الرجل كان واضحا فهو آثر مصلحته الشخصية على مصلحة بلده زاعما أنه لم يتوقع أن يتأثر المنتخب بغيابه! وبالفعل فشلت مصر في التأهل لنهائي أمم القارة للمرة الثانية على التوالي، ونجح زيدان في توقيع عقد احترافي مع نادي بني ياس الإماراتي لتفتح تصريحاته الباب مشرعا حول أحقية أي لاعب بالنظر لمصلحته الشخصية على حساب مصلحة بلده، وهل هي فكرة مبررة أو لها مشروعية؟ ولو كانت غير مبررة فما هي برأيكم العقوبة التي يجب أن يتم إنزالها باللاعب مهما كان حجمه ومكانته وتأثيره على منتخب بلاده؟ هذا إن كانت العقوبة أساسا تؤثر عليه لأنه ضمن مستقبله بعد أن أسهم المنتخب في تحقيق نجوميته وانتشاره، علما بأن هناك الكثير من نجوم العالم ممن رفضوا المشاركة مع منتخبات أوطانهم لأسباب مختلفة بعضها مبلوع وبعضها الآخر يحتاج لتانك سفن آب لينهضم!