اليوفي يبعث برسالة قوية إلى خصومه

لويجي جارلاندو

TT

سيقدر نادي يوفنتوس قيمة استاده الخاص أكثر خلال الموسم المقبل من الدوري المحلي، وبمجرد أن يلعب الفريق خارج تورينو، ستهب عاصفة دائما. فقد أضافت مباراة كأس السوبر الإيطالية في بكين إلى سموم لقاء اليوفي خارج أرضه أمام نابولي؛ وتصريحات زيمان، الذي لم يهدر فرصة لصب حماسه (حيث تحدث أمس عن إيقاف كونتي)، مما أدى إلى تفاقم حدة المنافسة مع روما؛ ومع الإنتر، خصم يوفنتوس في المحاكم، ليس هناك حاجة إلى تفاقم آخر، ثم إن عدم التوافق التاريخي مع فيورنتينا لم يخرج من إطار الموضة، هذا فضلا عن لقاءات اليوفي مع الميلان في الموسم الماضي التي خلفت وراءها بعض الرواسب. يذكر أن مورينهو، عندما كان يحقق الانتصارات مع الإنتر، كان يسمي ما يثار حوله من جدل «ضجيج خصوم»، ومن المحتمل أن كونتي سعيد بالاستماع إلى دوي مثل هذه الأقوال. إنه برهان إضافي يساعد على الوقوف أمام المرآة وتكرار: «لقد عدنا». فريق السيدة العجوز الذي صعد ناحلا من دوري الدرجة الثانية، دون وجود العديد من النجوم بين صفوفه، لم يعد بالتعاطف نفسه. والآن باتت «الخطيبة السابقة لإيطاليا» تتجول حاملة الدرع وكأس السوبر.

ولكن إذا كان كونتي ليس قلقا، فربما تكون تلك هي الحال التي ستثير القلق بشأن المنافسة على الدرع المحلي لأن اليوفي، لو أردنا قولها على طريقة الأولمبياد، يواجه خطر الانحناء في حواجز الدوري مثل الجامايكي بولت في سباق الـ100 متر. وبعيدا عن المشاهد المثيرة للجدل والسموم، تعد مباراة بكين نوعا من إظهار القوة أمام الفريق الوحيد الذي تعرض اليوفي للخسارة أمامه في الموسم الماضي، والذي دخل لقاء بكين بكامل قوته وبحالة بدنية عالية. ورغم غياب العديد من اللاعبين الدوليين عن الفريق، ودون وجود جورجيو كيلليني، ومع فوتسينيتش بنصف طاقته، ووسط حالة من فقدان الذاكرة الدفاعية والدستورية الهجومية، استطاع اليوفي قيادة اللقاء مثبتا على الفور أنه لم يفقد عطشه للمنافسة أو أفكار اللعب التي جعلته يتوج بالدرع. وخلال المباراة، نجح فيدال وفوتسينيتش في التسجيل.. صفقات قام النادي بشرائها في الصيف المنصرم، وكذلك أسامواه، الوافد لتوه إلى صفوف الفريق: مؤشر لمشروع مثالي في وقته تماما. ولو بحلول 31 أغسطس (آب) الحالي وصل إلى اليوفي أيضا الهداف الكبير الذي يحتاج إليه الفريق، سيتعين على المنافسين على اللقب المحلي الركض، حقا، أسرع من بولت.

مباراة بكين إذن كانت دعوة إضافية للمنافسة من أجل الزحف نحو سوق الانتقالات الحالية. ويحتاج فريق نابولي، كما اتضح من لقاء كأس السوبر، إلى المهارة والحضور في وسط الملعب، ويلزمه، على الأقل، لاعب جناح ذو مستوى عال. ينبغي أن تكتمل عناصر الفريق مهما كانت التكلفة لأن نابولي لديه هوية قوية في اللعب، وفريق قادر على المنافسة، فضلا عن أقوى ثنائي هجوم في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. ستصبح جريمة بقاء الفريق غير مكتمل والتخلي عن أفضل الطموحات. وقد أوضح ناديا ميلانو خلال هذا الصيف إلى أي مدى هما بعيدان عن حدود الكمال.

بينما أودينيزي، الذي يستأنف سيره مرة أخرى من بعد صفقات البيع الكبيرة التي أجراها، لا يمكن اعتباره أكثر من حصان أسود في البطولة المحلية. أما لاتسيو فلديه مشكلاته.. فيما ينضج فيورنتينا كرويا بشكل جيد ومثير، ولكن في حاجة إلى اختبارات مثل فريق روما الطموح بقيادة مدربه الشرس زيمان. ويبدو الشيء الوحيد المؤكد، في اللحظة الحالية، هو اليوفي الذي سيجد أيضا الفراغ حوله، ولكنه بالأحرى يواجه خطر التراجع في هذا الفراغ وراءه سريعا، إذا لم يهتم الآخرون بالأمر.