«مهرجانات» كرة القدم السعودية!

عادل عصام الدين

TT

أطلق الاتحاد الياباني لكرة القدم بالتعاون مع الاتحاد الدولي «مهرجان» كرة القدم النسوية بشعار «عش أهدافك»، والهدف هو تشجيع المرأة اليابانية على ممارسة اللعبة، وقد ذكرتني ملاعب المهرجان المفتوحة بملاعبنا القديمة المفتوحة.

لست مع ممارسة المرأة لكرة القدم، ولا أحبذ مزاولة السيدات للألعاب الرياضية القتالية، لكنني بدأت موضوعي بالمهرجان الياباني لأنني أرى أن كرة القدم السعودية لن تعود إلا إن شرعنا في استغلال مساحات واسعة للملاعب المفتوحة. الجيل الحالي لا يعرف، كما أظن، كيف كنا نعتمد في الماضي على الملاعب المفتوحة، والمقصود الملاعب التي بلا أسوار أو جدار وبالطبع بلا مدرجات. كنت أذهب لمشاهدة تمارين الاتحاد والأهلي والهلال والنصر في الملاعب الترابية، حيث لا يوجد أي حاجز بين الملعب والمتفرج، وكانت السيارات تقف في مواجهة الملعب، أي بالقرب من خط التماس تماما، مثل مباريات الحواري حيث الملاعب المفتوحة التي لا تمنع أحدا من المشاهدة المجانية!

لقد انطلق معظم نجومنا من هذه الملاعب المفتوحة التي كانت تنتشر في معظم أحياء المدن والقرى السعودية، وأرى أن من أبرز أسباب تراجع كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة تلاشي ملاعب الأحياء المفتوحة!!

أقول الملاعب المفتوحة أولا وثانيا وثالثا، ثم تأتي بعد ذلك المدارس والمراكز الكروية والأكاديميات وتغيير الهوية والنظام في النادي السعودي، أي تغيير نظام التملك والتوسع في الاستثمار في حالة العجز عن تطبيق الخصخصة. وأقول للجهات المسؤولة مباشرة عن هذا الأمر ولمجلس الشورى أرجوكم «اعملوا» على «انتشار» الملاعب المفتوحة في كل مكان أولا وبعد ذلك تأتي بقية المطالب. صدقوني إن كل خطوات التطوير لن تجدي نفعا إن لم نملك الملاعب والساحات. لا نحتاج إلا لملاعب بلا أسوار وبلا مدرجات، أما الأندية، وخاصة الكبيرة منها، فهي مطالبة بالتحرك الجدي في هذا الاتجاه وكفاها تبذيرا وسوء تخطيط!

افتحوا المجال لصغارنا باللعب وممارسة هذه الهواية قبل الإقدام على خطوات أخرى. أوقفوا مهازل وكوارث اللعب بالواسطة، فمن يصدق أن عدم توافر الملاعب بات يشكل حجر عثرة للحيلولة دون ممارسة اللعبة التي صارت نخبوية مخصصة لفئة المستويات العليا!

كل عام وأنتم بخير

[email protected]