تصادف وجودي في لندن هذه الأيام مع الخبر الرياضي الأهم الذي شغل الصحافة البريطانية برزينها ومعتدلها وتابلويدها الأصفر وهو انتقال النجم الهولندي روبن فان بيرسي من آرسنال ابن العاصمة للغريم مانشستر يونايتد.. انتقال وصفه الفرنسي آرسين فينغر مدرب آرسنال وهو بالمناسبة ثاني أقدم مدرب على رأس عمله في الدوري الإنجليزي بـ16 سنة بعد غريمه الذي اشترى، أي السير أليكس فيرغسون بـ26 سنة.. فيرغسون وصف مشاعره في حديث لتلفزيون «TF1» الفرنسي بكلام ممزوج بالمرارة نقلته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، فهو قال بالحرف «مان يونايتد هم أعداؤنا وخسارتنا خسارتان واحدة بفقدان فان بيرسي الذي لا أتصور أنه يرتدي قميص المان، هذا النادي الذي لطالما لعب ضده بكل جوارحه، والخسارة الثانية أننا أسهمنا بتدعيم صفوف عدونا وكنت أتمناه في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يصرف بسخاء (بعد تملكه من قبل القطريين)».
المرارة تزداد بعد أن نعرف أن فينغر هو من أمن بموهبة فان بيرسي واشتراه يوم كان عمره 21 سنة (مواليد 6 أغسطس/ آب 1983) ووثق به وأعطاه شارة القيادة يوم 16 أغسطس من عام 2011، وفي 16 أغسطس من عام 2012 بات فان بيرسي نجما عند (الأعداء) بسبب عدم قدرة آرسنال المادية على الإبقاء على اللاعب الذي يسجل تقريبا هدفا في كل مباراة يلعبها وبمعدل 30 هدفا في السنة وهو ما دعا السير أليكس للقول إننا (أي هم) باتوا فريقا مرعبا بوجود بيرسي وروني في المقدمة وهو ما أكده أيضا مدرب أعداء الاثنين (مانشستر سيتي) الإيطالي روبرتو مانشيني الذي جاهد وقاتل من أجل شراء بيرسي ولكنه حط الرحال في ديار الأولد ترافورد مما يصعب المهمة على الجميع وعلى السيتي بشكل خاص حسب تصريحات مانشيني الذي قال «إن اليونايتد ينافس على اللقب بشكل مستمر منذ عشرين سنة ولا يمكن تبديل هذه الحقيقة في موسم واحد.. وثنائية بيرسي وروني ستجعل الأمور صعبة على الجميع ولهذا أرشح اليونايتد للقب، ويبدو أن رغبة بيرسي بالانضمام ليونايتد حصريا هي ما دعت بعض جماهير الغنرز لحرق القميص الذي كان يلبسه.. وهم محقون فمان يونياتد لا تنقصه الأسلحة فمن وين روني الذي سجل 27 هدفا في الدوري مقابل 30 لبيرسي إلى داني ويلباك والمكسيكي خافيير هيرنانديز صاحبي العشرين هدفا مجتمعين والبرتغالي صاحب الأهداف الثمانية والياباني الذي وصفه فيرغسون بالرائع شينجي كاغاوا والأروع ابن العشرين الإيطالي فيديريكو ماكيدا ويبقى البلغاري بيرباتوف قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت وفي وجه أي كان فمن سيتحمل كل هذا الضغط؟!
بيرسي بدأ أمس (الاثنين) أمام إيفرتون أمام البركان فانفجر يوم السبت وحممه ستبقى حامية حتى مايو (أيار) 2013.