اليوفي هو الفريق الأقوى ولكن الطريق أمامه ممتلئ بالشراك

لوكا كالاماي

TT

أقوياء.. هم أقوياء. فالدرع الإيطالية فوق القمصان وإدارة النادي قامت بتقوية صفوف الفريق ببعض صفقات الشراء المهمة. ولكن يوفنتوس هذا الذي ينطلق نحو الموسم الجديد وهو في الصدارة ينبغي عليه عدم الاستهانة بالمنافسة. فطريق اليوفي بها كثير من الشراك. و«العقبة» الأولى تدعى بطولة دوري أبطال أوروبا؛ فاللعب كل 3 أيام ليس بمزحة. وقد مر فريق أنطونيو كونتي بهذه التجربة عندما، في الموسم الماضي، وجد جدول مبارياته يعج باللقاءات المؤجلة التي ينبغي خوضها. وكانت تلك هي أحرج لحظات الموسم الذي انتهى بتتويج اليوفي باللقب المحلي.

جدير بالذكر أن بطولة شامبيونز ليغ تحرق الطاقات البدنية والعقلية. ومن الصعب، بل تقريبا مستحيل، تقديم مرتين أسبوعين كرة قدم تنافسية مجنونة، العلامة التجارية الخاصة بهذا اليوفي. ومن جانب آخر، لا مفر من أن هذا الفريق سينتهي به الحال للاختيار، بلا وعي أيضا، الأولوية القصوى. فبعد أن استعاد يوفنتوس الدرع الإيطالية من الطبيعي أن يفكر في العودة كبطل أوروبي. إذن هل سنرى في الدوري المحلي يوفنتوس أقل تعطشا للانتصارات؟ لن تكون البطولة المحلية بمثابة نزهة حتى بالنسبة إلى أندريا بيرلو. فريق اليوفي به كثير من اللاعبين المهمين غير أن المخضرم أندريا هو الأكثر أهمية. إنه قائد الأوركسترا، الرفيق الذي يُعهد إليه بالكرات الأكثر تعقيدا. بيرلو لديه موهبة بكميات كبيرة غير أنه ليس فتى صغير. وهناك كثيرون يعتقدون أن أحد أسرار مرحلة الشباب الثانية التي يعيشها بيرلو هي أنه استطاع تحديد طاقاته على مدار بطولة الدوري. وأنه كان يتدرب من أجل مباراة في كل أسبوع.

إذن ماذا سيقرر كونتي؟ هل «سيدير» لاعبه الفذ أم سيحاول استخدامه بدوام كامل في مسار مزدوج بين الدوري وشامبيونز ليغ؟ المشكلة أن بيرلو هو بيرلو، فريد من نوعه، وفي اللحظة الحالية، ليس هناك بدائل له في اليوفي، حتى وإن كان بوغبا يعكف على تعلم الدروس الخططية بالتزام كبير. ولكننا نتحدث عن لاعبين مختلفين، بدءا من الهيئة البدنية. وفي النهاية يواجه فريق يوفنتوس أيضا مسألة اللاعب الكبير المرتقب. نادي اليوفي كان يرغب في ضم مهاجم ذي مكانة عالمية من أجل إثراء قطاع لم يستطع مطلقا إقناع مدرب الفريق بنسبة 100 في المائة. وبهذا الشأن انطلق بيبي ماروتا متوددا إلى هيغواين ثم لاحق نجوما أفذاذا، مثل كافاني وفان بيرسي وسواريز. ولكن ماذا الآن؟ في النهاية من المفترض أن يصل إلى فريق السيدة العجوز الإسباني فيرناندو يورنتي الذي هو بالتأكيد مهاجم رائع بيد أنه ليس ذلك النجم الفذ الذي بإمكانه أن يضمن قفزة مهارية واضحة لقطاع هجوم اليوفي، لا سيما في بطولة دوري أبطال أوروبا. ناهيك عن أن يورنتي سيحتاج إلى بعض الوقت للاندماج مع طرق لعب كونتي (التي ليست أولية). هذا كله دون إغفال أن أسابيع وأسابيع من الهجوم نحو أحد المهاجمين الأفذاذ قد أشعر، حتما، بعض الوجوه بانخفاض قيمتهم مثل ماتري وكوالياريلا اللذين على الرغم من حزم حقائبهما للرحيل منذ يونيو (حزيران) الماضي، فإنه من الوارد أن اضطرارهما (أو واحد منهما على الأقل) على البقاء. إذن، في غضون أيام قليلة ستنطلق بطولة دوري سيكون فيها بالتأكيد فريق اليوفي هو النقطة المرجعية. ومن المؤكد أن الفوز بكأس السوبر الإيطالية وكأس برلسكوني الودية قد زاد من ثقة اليوفي بنفسه. ولكننا لسنا أمام قصة مكتوب نهايتها مسبقا، هذا لأن الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات قد تسمح للميلان والإنتر ونابولي بإتمام صفقات (بعض منها كانت له بدايات جيدة) قادرة على عبور أو على الأقل تخفيض المسافة الحالية التي تفصلهم عن بيرلو ورفاقه.