المدرب ستراماتشوني يراهن بمستقبله على أنطونيو كاسانو

لويجي غارلاندو

TT

عقد ستراماتشوني رهانا، بالمعنى الجيد للكلمة، للدقة. فقد قرر مدرب الإنتر التركيز بقوة على أنطونيو كاسانو. إنه رهان مثير للاهتمام، ومن المحتمل بشدة أنه سيحدد مصير المدرب الشاب في الخير والشر. ذلك لأنه في حال نجاح تلك الزراعة على الضفة الأخرى من قناة نافيليو سيكسب الإنتر موهبة تتسم بالشخصية والفخر بإمكانها صنع الفارق، ولكن في حال التعرض لأزمة الرفض، فكاسانو ليس من النوعية التي تقبل بالبقاء على هامش مشرع الفريق، سيعاني النادي من عواقب الفشل. إذن، إما أن تجلب تلك الصفقة الخير كله أو الشر على حق. جدير بالذكر أن أندريا ستراماتشوني هو أول من يدرك أنه استثمر جزءا كبيرا من مصداقيته في الموافقة بإتمام تلك الفكرة المجنونة (المبادلة الفنية بين باتزيني وكاسانو) والآن يتمنى مدرب الإنتر أن يوحي إليه القدر بالشيء السليم.

وفقد لطبيعة الروح، أنطونيو كاسانو دائما ما قدم كل ما لديه إلى المدرب الذي يجد معه التناغم، بدءا من مدرب باري السابق فاشيتي إلى ما بعد ذلك. ومع أندريا يبدو أن شرارة التناغم قد اندلعت على الفور بينهما. ويبدو أيضا أن أنطونيو، من أجل إتمام علاقة الارتباط الجديدة هذه، قدم كمهر استعداده للمشاركة في بعض لقطات المباريات، مع عدم المطالبة باللعب أساسيا. ووفقا للحلول الخططية المتاحة أمام ستراماتشوني، ما بين طريقة لعب 2 - 1 - 3 - 4 و3 - 3 - 4، بإمكان كاسانو تسليح دييغو ميليتو وبالاسيو من خلال عبقريته، كما بوسع أنطونيو محاولة التهديف بنفسه، وكذلك التحاور داخل الملعب مع شنايدر الذي يتحدث نفس اللغة الفنية. وقد منحت مجموعة اللاعبين الأرجنتينيين في الإنتر، التي يستند إليها ستراماتشوني منذ أول ساعة له مع الفريق، موافقتها على إتمام تلك العملية.

إذن، ثمة أسباب كثيرة، في اللحظة الحالية، تدعم جانب الخير في تلك الصفقة. ولكن في الواقع القلق من المساوئ التي قد تنطوي عليها تلك الفكرة ليس بأقل.

كاسانو هو الرجل الأكثر إتاحة على مستوى العالم في بداية أي مغامرة له. كل تقديم له في ناديه الجديد يكون إبرازا للسعادة التي أدركها بشكل حاسم والفرصة للتصريحات الرائعة. ثم يتلف اللحن وتتزايد المطالب وتتصاعد الاضطرابات. هكذا على الأقل كان الحال مع كاسانو حتى الآن. ووفقا للسمات البدنية والحضور، ليس لاعبا جديرا ببعض دقائق المباراة فحسب. إن صراع أنطونيو الأبدي ضد الوزن الزائد يتطلب جهدا عضليا مستمرا. وفقط خلال ظروف بدنية لائقة بإمكان كاسانو أن يقدم فنه داخل الملعب. فالبقاء على مقاعد البدلاء لا يجلب الخير إلى قوامه، ولا حتى إلى حالته المزاجية. كاسانو في حاجة دائما إلى الوجود في قلب المشروع والاهتمام، هل سيكون كافيا بالنسبة إليه خوض آخر نصف ساعة من المباراة حتى يشعر بمكانته؟ أنطونيو، القوي بتقديره لذاته، كان دائما ناقدا مع رفقائه، دون دبلوماسية مبالغ فيها. وكبار نجوم الإنتر الذين يرحبون اليوم بقدوم كاسانو هم أنفسهم من كانوا ينتقدون تصرفات ماريو بالوتيللي.

ولكن ماذا سيحدث مع وقوع أول مشكلة؟ من الصعب تحديد شخص في الإنتر مثل غالياني قادر على السيطرة على المشكلات أو منعها أو الحد منها. إن كاسانو، البالغ من العمر 30 عاما، سيسحب بالضرورة الأكسجين عن البرازيلي الشاب كوتينهو، صاحب الـ20 عاما، الذي يعد إحدى أفضل مفاجآت الإنتر خلال فترة الاستعدادات الصيفية. والإنتر، الذي يحتاج إلى تجديد دماء فريقه بالشباب، اختار أن يضم إلى صفوفه آخر من استبعده تشيزاري برانديللي عن المنتخب الإيطالي، واختار بدلا منه اثنين من لاعبي الإنتر سابقا: ماريو بالوتيللي وديسترو.

ليس هناك طريق ثالث أمام صفقة انتقال كاسانو إلى الإنتر؛ إما الخير التام أو الشر كاملا. وأمام مفترق الطرق هذا صرح كاسانو: «افعلها يا ستراماتشوني..». وكان رد أندريا: «حسنا، سأفعلها»، والآن سنرى كيف ستنتهي القصة.