مواجهة

عبد الرزاق أبو داود

TT

هل تسبب الأنشطة الرياضية السلوك العدائي تجاه الآخرين؟ سؤال يطرح نفسه منذ زمن عن بعض من مظاهر وأنشطة الرياضة، وهل الرياضة تتسبب ببساطة في جذب بعض الأشخاص ذوي السلوك العدائي؟ من المحتمل جدا أن الرياضة والسلوك «العدائي» تجاه الأخر قد تزامنا وارتبطا ببعضهما منذ أن ظهور الرياضية.

وإذا سلمنا بذلك، فإن الرياضيين بعامة، هم جزء من موجة العداء، على الرغم من كونهم عناصر أساسية لا يمكن فصلها عن المعادلة الرياضية. العداء ممارسة هجوم بدني أو لفظي، نابع من عدم القدرة على مواجهة «المنافس» خلال منافسة شريفة، وهو أسلوب يقوم على عدم احترام والآخر، والعجز عن المواجهة يدفع باتجاه استخدام السلوكيات المرفوضة. في حين أن التحقير اللفظي بكل أشكاله قد لا يعني إلحاق الأذى البدني بالآخر، غير أنه يستخدم لإلحاق أشد الآلام المعنوية بالآخرين، وأكثرها خطورة، وهو تشويه عمدي ممقوت لشخصيات من مجتمعنا. ويتجسد السلوك العدائي فيما يمارسه البعض نشرا ونثرا وإشاعة وتصريحا وتلميحا، وهو مصيبة تسللت إلى المجتمع الرياضي، واستعصت على العلاج، وكأنها «معلقة» يومية مفروضة على الرياضيين.

خلط الممارسات الرياضية السليمة بعناصر العداء والأذى لن يكون له حضور على المدى البعيد، على الرغم من محاولات فرضه! الرياضة وسيلة ترفيهية ممتعة، وعادة ما يتغلب الاستمتاع والترفيه على ما عداه. وفي بعض الحالات يستحضر بعض «الرياضيين» عدد المرات التي طُلب إليهم فيها اتخاذ «مواقف عدائية» نحو منافسيهم، فاختلط بأذهانهم عامل روح الرياضة بـ«أساسيات» الظهور بمظهر «عدائي». ولا يغيب عن فكر هؤلاء بعض «المحاولات» لإقناعهم بأن هذا هو السبيل «الأمثل» لإحراز الانتصارات، واسترضاء الجماهير! وقد تتمكن مثل هذه التصرفات من «بعض الرياضيين» بحيث تصبح سلوكا نمطيا في علاقاتهم بالآخرين!

علينا الاعتراف بأن «السلوكيات العدائية» الجدية والمسرحية موجودة في رياضتنا، وأن تصرفات وسلوكيات «بعض الرياضيين»، أو «من» يدعون «الانتساب» إلى الرياضة قسرا هي مظهر مفجع حقيقة، ويجسد طبيعة هذا «العداء» أمامنا باستمرار! ويجب أن ندرك أن هذه التصرفات «تستغوي البعض»! فيدفع بها إلى الساحة غير مدرك لخطورتها وآثارها، إما لـ«دخائل» ونوازع ذاتية متأصلة، أو لجذب الانتباه وجلب «الأضواء» من أي جهة كانت؟ أو العجز عن تبصر أو تبصر «مقاربة» سلوكية سليمة.

علينا الإقرار بأن الرياضة ذاتها توفر فرصا لظهور «السلوكيات العدائية»، غير أن «الرياضيين» أنفسهم يجعلون هذه الظاهرة ملموسة في أرض الواقع. وكما تشير بعض «المصادر» فإن هذه السلوكيات موجودة منذ زمن سحيق، والأمثلة متعددة في ساحتنا الرياضية! سلوكيات يبدو أنها استعصت ولا تزال على المعالجة أو السيطرة!

ما يقلق هنا، أن هذه «النماذج» يمكن أن توفر فرصا للمحاكاة لدى أطفالنا وشبابنا، ولذا ينبغي على مجتمعنا بكل أطيافه مكافحتها، والعمل على اقتلاعها، حفاظا على أهداف الرياضة السامية، وصونا لأمن وسلامة المجتمع.