الإنتر ولاتسيو.. أخيرا حضرت الجدية

لوكا كالاماي

TT

أخيرا أخذ الإنتر الدوري الأوروبي على محمل الجد، وليس الدوري الأوروبي مثل دوري الأبطال، ولكن من الممكن أن يعتبر واجهة جيدة لكرة القدم الإيطالية، والإنتر هو رمز هذا التحول، حيث لعب أمام فريق فاسلوي الروماني مباراة حقيقية، بلاعبين كبيرين قديمين (زانيتي وكامبياسو) يرسمان مسار الفريق في الملعب، ولكن في ظل مشاركة فعالة لباقي عناصر الإنتر. ولا يمتلك المدرب أندريا ستراماتشوني كثيرا من الخبرة، ولكن لديه مشروع خططي واضح. والفكرة الأساسية مكتملة بالدفع بثمانية لاعبين، بمن فيهم حارس المرمى، لضمان التوازن والصلابة و3 مهاجمين أحرار في الذهاب أينما يحملهم قلبهم، وسيصبح ثلاثي الهجوم المستخدم أقوى في ظل توفر 4 مهاجمين ذوي قيمة عالية في الفريق بعد إدخال كاسانو (مع كوتينهو بديلا إضافيا).

كل ذلك في طريقة لعب هجومية حديثة لا تحتوي على نقاط مرجعية يمكن قراءتها من جانب الخصم وتضمن دائما مستوى الكفاءة المطلوب بغض النظر عن تغيير الأبطال. ومقارنة بفريق الإنتر الأخير نلاحظ أيضا ظهور هوية الفريق، التي كانت قد وهنت بعض الشيء بعد رحيل المدرب مورينهو. وفي ظل وجود الأرجنتيني زانيتي (الذي خاض 800 مباراة بقميص الإنتر) يمثل أيضا على هذه الجبهة القوة المحركة للفريق. ومن يعلم؟ لعل هذه الروح التي وجدها الإنتر من جديد تقنع مايكون بتأجيل انفصاله عن الفريق لعام آخر. ويقرب الفوز النظيف للإنتر أمام مضيفه فاسلوي إلى التأهل للدوري الأوروبي. وسيكفي عدم تكرار الدخول في النفق المظلم الذي عرّض مباراة هايدوك الماضية للخطر. وفي غضون 7 أيام سيدخل كاسانو أيضا في المشهد. وسيكون الفوز الأول لأنطونيو كاسانو هو التناغم مع «فكرة» الإنتر الجديدة.

وقد خرج فريق لاتسيو أيضا من المباراة الخارجية في سلوفينيا بنتيجة إيجابية بفضل هيرنانيز وكلوزه. وهي نتيجة مهمة بالنسبة لفريق يتعين عليه اجتياز مرحلة تغيير المدرب رييا إلى بيتكوفيتش، وهما مدربان يعلمان كرة قدم مختلفة تماما فيما بينهما. وتبذل عناصر لاتسيو (بمتوسط عمر مرتفع إلى حد ما) جهدا للتناغم مع المشروع الخططي الخاص بالمدرب بيتكوفيتش، الذي يشبه كثيرا مشروع زيمان، والفوز أمام الخصم السلوفيني والاقتراب من التأهل لدور مجموعات الدوري الأوروبي قد يجلب دفعة من الحماس، وهو بمثابة تمريرة حاسمة للمدرب الكرواتي. وبالطبع من الممكن للكرة الإيطالية المشاركة في البداية «الحقيقية» للدوري الأوروبي بثلاثة فرق، وهم الإنتر ولاتسيو ونابولي (المؤهل بالفعل)، حيث تمتلك كل الأوراق اللازمة للمضي قدما، وربما للفوز بالبطولة. وهو ما يلزمنا لإضفاء قيمة على تحركاتنا ولتحسين درجتنا على مستوى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وهذا ما سيبني عدد المشاركين في دوري الأبطال. وجدير بالذكر أن علينا جميعا تشجيع أودينيزي لإقصاء سبورتينغ براغا واللحاق بالميلان واليوفي في دوري الأبطال.

وسيواجه فريق غويدولين مباراة الإياب بتقدم ثمين، وسيكفيه تحقيق التعادل السلبي للتأهل، ودي ناتالي ورفقاؤه سيبلون بلاء جيدا في محو هذه النتيجة من الأذهان. ومن الأفضل محاولة تسجيل أهداف أخرى في ظل هذا الهدوء والتألق الخططي اللذين جعلا من فريق المالك بوتسو محل دارسة في الكرة الأوروبية. وهو فريق يستحق التأهل للمشاركة في دور مجموعات دوري أبطال أوروبا.