انطلاقة مثيرة للجدل بالدوري الإيطالي ومعها بعض الأهداف

لوكا كالاماي

TT

انطلاقة الموسم الجديد من دوري الدرجة الأولى الإيطالي اتسمت بالأهداف والمشاعر والتصريحات. فبعد الأحداث المتعلقة بفضيحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات وبعد لقاء كأس السوبر الإيطالية في بكين ورحيل بعض اللاعبين الرموز عن أنديتهم تحركنا مثل العطشى لاستقبال هذه البداية للدوري. لقد كان وما زال لدينا رغبة في غلق صفحات القصص الحزينة والاستمتاع بالصفقات الخاصة بلاعبينا الشباب أصحاب الموهبة والتوازن الذي يميز هذه البطولة التي لديها مرشح مكتوب اسمه لحصدها (اليوفي) ولكن بها أيضا الكثير من الفرق المنافسة على اللقب، قدامى ومستجدون. ولكن على عكس ما تمنينا أُثيرت موجة من الجدل المتخم أعادتنا إلى الوراء في الحال: اتهامات أنطونيو كاسانو إلى الميلان وهجوم زيمان المعتاد ضد أنطونيو كونتي، والأسئلة والإجابات المسمومة والمتبادلة بين كاريرا وماتزاري.

إزعاج وحيرة الجماهير تجاه مثل هذه العينة من الكلمات يؤكد أنه ليس هناك أحد من الأبطال الذين نزلوا عن تلك «الحلبة» كان فائزا. ومن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك. فإذا ما نظرنا إلى انتقادات كاسانو نحو أدريانو غالياني والميلان: هل من الممكن أن يكون أنطونيو قد نسي حقا ما فعله هذا النادي من أجله؟ في البداية ساعد اللاعب على البقاء في عالم كرة القدم وسط الأضواء وبعد ذلك قاتل إلى جانبه في معركة المرض الذي أصاب قلبه. لماذا في هذا العالم الذاكرة والامتنان ينتهي بهما الحال غالبا في إحدى الزوايا؟ كاسانو سيجر الإنتر نحو الفوز بالدرع على أنغام أهدافه ولمساته الساحرة داخل الملعب تاركا خلفه مراوغات لفظية غير لائقة.

وماذا عن زيمان؟ في حالته يكفى ذكر كلمة «اليوفي» لتشغيل أسطوانة تحمل بداخلها نفس النغمة. يا له من عذاب. لماذا أحيانا لا يتم تغيير النهج المتبع؟ لماذا لا يتم تجاهل أي أسئلة خبيثة محتملة؟ الصمت أيضا من الممكن أن يصبح سلاحا جيدا. فالمدرب التشيكي لديه بين يديه إحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام في هذه البطولة. هدف زيمان، شأنه شأن والتر ماتزاري ينبغي أن يكون هو محاولة الفوز بالدرع الإيطالية لإسعاد جماهير روما ونابولي والتنصل من بعض المفاهيم التي ذكرها كاريرا والمتعلقة بالسجل الذهبي لبعض المدربين. كفى النظر في منازل الآخرين، علينا العودة إلى التحدي بشرف ومهاجمة الخصوم بالكرة التي بين أقدامنا وليس بالكلمات.

لحسن الحظ، شهد أيضا أول سبت في الموسم الجديد للدوري الإيطالي بعض قصص كرة القدم الجيدة التي تستحق القص؛ على سبيل المثال ثنائية يوفيتيتش الرائعة التي جمدت فريق أودينيزي (المشتت فكره بسبب مشاركته في الدور التمهيدي لبطولة الشامبيونز ليغ) وأعادت إشعال حماسة مدينة فلورنسا. وقد أكد أندريا ديلا فالي أن جوهرة فريقه ليست للبيع. الاتفاق الشرفي بين إدارة الفيولا ومهاجم الجبل الأسود ممتد حتى يونيو (حزيران) 2013. والذي كان على استعداد لدفع الـ30 مليون يورو (القيمة التي ينص عليها العقد القديم ليوفيتيتش) سيتعين عليه الآن التحول نحو أهداف أخرى. وهذا الكلام يخص نادي مانشستر سيتي الإنجليزي وتشيلسي وكذلك «اليوفي» الذي ظل يتودد إلى اللاعب على مدار شهرين. بالتأكيد ضم مهاجم مثل ستيفان كان سيبعث الطمأنينة في فريق السيدة العجوز الذي انطلق بالأمس على نفس طريقة الموسم الفائت: الفوز، المركز الأول في ترتيب جدول الدوري، ولكن وسط حالة أيضا من القلق بشأن تناسق خط هجومه. ما زال أمام بيبي ماروتا بعض الأيام لإهداء أنطونيو كونتي (الذي كان مختفيا أول من أمس في المدرجات) ذلك المهاجم الكبير اللازم للدفاع عن الدرع المحلية والظهور بنفس الطموحات المناسبة في بطولة دوري أبطال أوروبا. والهداف أندريا بيرلو لا يطالب بأكثر من توفير بطل أمامه يهدي إليه تمريراته الحاسمة الرائعة. شهدت انطلاقة دوري الدرجة الأولى الإيطالي أيضا أول من أمس استحداث الحكم الخامس داخل الملعب، أول دوري يقبل دعوة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. نصر صغير ينبغي الافتخار به. وهذه ليست مجرد كلمات.