استراتيجيات رياضات الإمارات!

صالح بن علي الحمادي

TT

شعارات وعبارات ما انفككنا نحن بني العرب نرددها في كل مناسبة، أو تجمع، أو خطبة، أو حوار: شباب اليوم رجال الغد.. والعقل السليم في الجسم السليم.. وهكذا من صف مفردات وعبارات وكلمات لا تنتهي عند «خبراء» (!) بلاد العرب أوطاني!

والأكيد أننا مع انقضاء كل «أولمبياد» ومرور أربع سنوات من عمرنا ستزداد «حسرات» الشباب العربي وهم يشاهدون كل أقرانهم من شتى بلدان المعمورة يتقدمون لتحطيم الأرقام القياسية القارية والعالمية، بينما هم (وأخيرا هن أيضا!) مكانك راوح.. بل عند البعض تقدمهم يرفع لافتة عريضة.. كتب عليها «للخلف سر»!

كانت الأعذار بالماديات.. ولكن مع الأسف كلما تم توفير «ماديات» (مئات الملايين) زاد التراجع والتقهقر.. في مقابل دول أفريقية ولاتينية وآسيوية «فقيرة» تتطور وتتقدم، بل تتحدى مواهب ونجوم دول العالم الأغنى!

إذن المسألة قبل الماديات.. ترتبط ارتباطا تاما ووثيقا بالاستراتيجيات طويلة وقصيرة المدى المبنية على «خطط علمية مدروسة» قولا وفعلا.. رسما ونهجا.. روحا وعطاء.. لا مجرد عبارات تتردد!

في العالم العربي «عامة» ومن بين دول الخليج الثرية «خاصة» تبرز للمراقب «المحايد» استراتيجيات رياضة الإمارات، التي لم ولن تقتصر على كرة القدم أو الفروسية، بل تشمل شتى مناحي الرياضات وألعابها المفضلة لدى أبناء الدولة.

في كرة القدم تعمل منظومة الاتحاد الكروي الإماراتي على تطوير العمل من القاعدة في كل ما له علاقة باللعبة.. من اللاعب.. مرورا بالمدربين.. حتى الحكام.. حيث التركيز على صقل وتقديم مواهب وطنية 100 في المائة.. وفي هذا الجانب التطور ملموس، ولو كان في بعض الجوانب إيقاعه أقل سرعة مما هو مطلوب!

واليوم ها هي دولة الإمارات.. لا اتحاد الكرة ولا اللجنة الأولمبية ولا بقية الاتحادات.. الدولة ممثلة بجميع قطاعاتها الحكومية تعلن عن استراتيجية طويلة المدى تنطلق من جميع المدارس التعليمية والتربوية لقرن ممارسة الرياضة للشباب بالدراسة.. وفي شتى الألعاب.. وبقيادة كوادر وطنية مدربة يشرف عليها خبراء كبار من شتى مدارس العالم الشبابية والرياضية.

التجربة الإماراتية ذات الاستراتيجية الشبابية الرياضية طويلة الأمد.. جديرة بالمتابعة والرصد وتسليط الضوء «العربي» على مسيرتها لعلها تنجح في تقديم أنموذج رائد في صقل مواهب الشباب في شتى الألعاب.. ولعل العلوم والمعرفة تكون من ضمن ما يتم الاهتمام به لنرعى العقول والأجساد معا!

[email protected]