مدينة ميلانو تغير مسارها بعد 53 عاما

لويجي جارلاندو

TT

فريق الإنتر يفوز في أولى مباريات الدوري، بينما يخسر الميلان. كانت آخر مرة حدث فيها ذلك منذ 53 عاما. حينما سقط الميلان حامل اللقب في مدينة أليساندريا بنتيجة (1 – 3)، وحينها صرح تشيزاري مالديني: «لقد أذهلني ريفيرا ذلك، سيكون له شأن عظيم». كان ريفيرا حينها، بالقميص الرمادي الخاص بفريق أليساندريا، قد أتم 16 عاما، بينما اكتسح الإنتر بادوفا بنتيجة (6 - 3) بثنائيتي أنغيليللو وفيرماني. كان ذلك في 20 سبتمبر (أيلول) 1959.

بعد ما يزيد على نصف قرن، تكررت مفاجأة النتائج، والآن يقسم النهر مشاعر مدينة ميلانو بوضوح، فالحماس كله على ضفة الإنتر، بينما خيبة الأمل الكبيرة على ضفة الميلان. من أي جانب ترى: سوق الانتقالات، الأداء، التطلعات، ويعاني مشجعو الميلان للتحلي بالشجاعة، فمن ناحية سوق الانتقالات كان هناك ذات مرة برايدا صاحب الهروب الأسطوري بعقد فرانك ريكارد الذي أخفاه في ملابسه، وبيرلو الذي كان عارض أزياء في الإنتر وتحوّل إلى لاعب فذ، والهجوم الخاطف في الدقائق الأخيرة من جانب غالياني، والذي يعود إلى قواعده بلاعبين من نوعية رونالدينهو وإبراهيموفيتش. ومن قبل كان يمكن السخرية من الإنتر، لكن الآن، وبعد إمساك النفقات وإتباع سياسة التقشف، على غالياني التحرك خلسة لضم لاعب شاب يبلغ 17 عاما (نيانغ) إلى الفريق.

عانى مشجعو الميلان من الخروج (إبراهيموفيتش، تياغو سيلفا) وغياب العودة (كاكا). بينما في المقابل، تم إبرام سلسلة من الصفقات المتقاربة (بيريرا، غارغانو وكاسانو) بينما يشبه طلقات البندقية الآلية، ما جعل من أضفى قوة على فريق ستراماتشوني، والذي تم تدعيمه من قبل بضم سيلفستري وبالاسيو. كما أن صفقة ضم كاسانو، علاوة على مبلغ سبعة ملايين يورو وكلمات نارية، تم اعتبارها إهانة شديدة للميلان الذي حصل على باتزيني. منذ أول ساعة في عهد برلسكوني كانت المهارة هي فخر النادي. بينما يوم الأحد الماضي سقط الشيطان إلى مستويات غير معتادة، بصانع ألعاب ليس كذلك (مونتوليفو)، ومهاجم ليس كذلك (بواتينغ)، ولاعبين كثيرين غير جديرين باللعب في صفوف الميلان. بينما كان الإنتر يسمح لنفسه في بسكارا بإبداع كروي. بالطبع لم يكن الميلان محظوظا مع سمبدوريا، فهناك كرتان اصطدمتا بالقائم، لكن كما نعلم فإن الحظ يشبه بعض النساء، حينما تنفد الأموال، يهجرك.

ويشعر أنصار الميلان بالثراء في تطلعاتهم أيضا، بقوة المساهمين الصينيين، بينما يهرب برلسكوني من الأبواب الخلفية للمطاعم لاستحالة تقديم هدايا. النهر يقسم مدينة ميلانو بصورة دائمة تقريبا، لكننا لا نزال في البداية، فميلان موسم 1959 - 60 ذلك، والذي انهار في أليساندريا، أنهى الموسم بعدها متقدما على الإنتر، وانطلق مجددا بريفيرا الذي انضم إليه من الموسم التالي. وبدأ تسليح الفريق والذي غزا العالم فيما بعد. هذا هو الطريق، إذا كانت الخزائن لم تعد تسمح بالصفقات الكبيرة التي اعتدناها، فالاعتماد يكون على الشباب. نيانغ وأمثاله أفضل من كاكا وأمثاله الذين لا يشاركون.

غالياني وبرايدا يعرفان كرة القدم كما من قبل، ويمتلك أليغري الفن والشخصية للعودة إلى القمة مجددا. الفارق فقط أن ذلك الميلان في موسم 1959 - 60 كان لديه لاعب برازيلي (ألتافيني) الذي سجل 20 هدفا، فمتى يفعلها روبينهو وباتو؟