أين ذهبت مهارة بواتينغ صاحب القوة البدنية؟

أندريا سكيانكي

TT

ماذا يفيد وجود الكرة بين قدميك إذا كنت لا تعرف ماذا تفعل بها؟ سيطر الميلان على مجريات اللعب، خلال مباراته أمام سمبدوريا وانتهت بفوز الأخير بهدف، من حيث الاستحواذ على الكرة (60 في المائة مقابل 40 لخصمه)، لكن أفكاره مشوشة، ولاعبو الوسط بطيئون، والمهاجمون يخطئون التحركات، ولاعبو الأجناب يتكاثفون من دون اختيار الأوقات المناسبة. مشكلات الميلان، كما نرى، لا يمكن حلها بصفقة ضم كاكا البسيطة، فالفريق يفتقد المهارة في كل الخطوط، واللغز في ذلك هو القميص رقم 10 الذي يرتديه بواتينغ. هو لاعب رائع، لا خلاف على ذلك، لكن في الميلان ارتدى هذا القميص سافيتفيتش، ووروي كوستا، وسيدورف، والاختلافات واضحة، وتشير إلى غور عميق بين الماضي (المليء بالأمجاد) والحاضر (المليء بالأحزان).

حدود: بواتينغ كله قوة وركض واندفاع، ولا يمكن أن نطلب منه الإبداع والمراوغة وإنهاء الهجمة. لكن إذا تعين عليه اللعب في هذا المركز، أي كصانع ألعاب، فلا بد إذن أن يبدع ويقدم شيئا ما، بينما أمام سمبدوريا اقتصر على اللمس 54 مرة، وفقد الكرة أربع مرات، واستخلصها مرتين، وسدد أربع كرات (إحداها اصطدمت بالقائم). إنه قدر قليل، بل قليل للغاية، إذا كنت ترتدي القميص رقم 10 للميلان. المشكلة هي أن رحيل إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا (وهما عملاقان كانا يخفيان عيوب زملائهما) قد كشف حدود من كان يتم اعتباره بطلا.. لا يؤثر بواتينغ أيضا لأنه لا يلقى مساعدة من جانب الفريق، وزملاء الهجوم لا يمنحون التمريرات وكذلك لاعبو الوسط. والرقم الأكثر لفتا للنظر هو عدد المواجهات المباشرة التي خاضها: أربع، فقد الكرة في ثلاث وتجاوز في واحدة. الجميع ينتظر شيئا مختلفا تماما من لاعب قوي مثله.

مغوار: لإيجاد شراسة في أحد لاعبي الوسط يكفي تسليط الضوء على قمصان لاعبي سمبدوريا، فاللاعب أوبيانغ، 20 عاما، لا يصدق لاستمراريته في صناعة الجمل، ولحسمه وللطريقة التي يؤدي بها دور لاعب الوسط المهاجم، فهو يحتوي ويمسك بنوتشيرينو في التغطية، وعند الضرورة يلقي بنفسه في المساحات التي تنفتح أمامه. أوبيانغ مغوار، وهو اللاعب الذي يدعم زميله إيدر، وينتزع الكرة من أقدام مونتوليفو، ويتكلف بإخافة الميلان بثلاث كرات أنهاها من خارج منطقة الجزاء. إنه محرك لا يتوقف أبدا، لمس الكرة 58 مرة، ويساعد في التمريرات البينية (مرتين)، وكذلك بالكرات الطويلة (مرتين)، وانتصر في أربع مواجهات رجل لرجل، واستعاد الكرة أربع مرات، وراوغ مرة واحدة، وتعرض لأخطاء ضده (2) في اللحظات الحساسة للمباراة. إنه مفيد، بل مفيد للغاية. ويعد أوبيانغ في خط وسط سمبدوريا المكون من ثلاثة لاعبين هو الفلفل الذي يعطي حيوية، وتيسوني في القلب يضمن التوازن في الشق الدفاعي، وبولي في الجهة اليسرى هو لاعب الوسط الهجومي الذي يتوغل، ويغطي وينطلق مجددا. القطاع منظم جيدا وتم اختياره بعناية، وأمام وسط الميلان أظهر قدرته على المنافسة على أعلى المستويات.