من كاسانو إلى برباتوف: سوق الانتقالات أشبه بمدينة ملاه

لويغي غارلاندو

TT

صباح الأربعاء كان مسؤول الانتقالات في نادي فيورنتينا إدواردو ماتشيا في انتظار مهاجم بلغاري في المطار. فيما اقترب المدير العام لنادي يوفنتوس جوسيبي ماروتا، مرتديا نظارة شمس، من حواجز القادمين وهو يحمل لافتة كتب عليها «برباتوف»، وحمله معه إلى تورينو. لم تسر الأمور هكذا بالضبط، لكننا ربما نندهش أكثر من ذلك في فترة الانتقالات الصيفية المجنونة والحيوية بصورة مفاجئة. لقد وعدونا بفترة يملؤها الحزن: «نفدت الأموال، ولا أحد يتحرك، فقط إعارات ومبادلات». وعلى العكس تبدو الصفقات هذا الصيف أشبه بمدينة الملاهي الترفيهية، فكل يوم هناك عرض جديد، وكانت ضربة برباتوف هي المفاجأة الأخيرة فقط، بل قبل الأخيرة، وذلك لأن اللاعب البلغاري الذي لا يمكن الوثوق به قد اختار بعدها فولهام، وظل ماروتا، مثل ماتشيا، في مطار بيريتولا بمدينة فلورنسا. وبين الاثنين المتناحرين، يستمتع الدوري الإنجليزي. كالعادة، لنكن صادقين، فحينما كان نجوم مثل إبراهيموفيتش ولافيتسي يصلون من دون تردد، بدلا من الرحيل، كان كل شيء أكثر إسعادا. والآن علينا مواجهة سخرية الآخرين منا.

لكننا هنا لسنا بصدد الحديث عن جودة منتج ولا عن الأخلاقيات الرياضية، التي رأينها سيئة جدا في حالة برباتوف. إننا نقصد سوق انتقالات كرة القدم كفناء نطل عليه من النافذة، حيث نرى ما يحدث.. ودائما ما يحدث شيء ما، تحديدا لأن الأموال قليلة، ومن ينفقها عليه اعتصار المهارة ووضع المزيد من الشراسة، وهذا المجهود يسبب مشكلات كبيرة. فمن كان ليتوقع مبادلة كاسانو - باتزيني؟ «عبقرية» مثلما وصفها برانديللي، وهي النقطة الأبرز خلال سوق الانتقالات هذا العام.

نبقى في فيورنتينا، فبعد الاستغناء عن بهرامي، سقطت جماهير الفريق في الحزن، حيث رحل اللاعب الوحيد الجيد.. بعدها أعادت سلسلة من الصفقات الحماس. سلسلة من هذه النوعية قلبت أيضا الحالة المزاجية لأنصار فريق الإنتر إلى الأفضل. أتريدون الحديث عن ديل بييرو؟ لشهور يتوقع الجميع قبلة قائد اليوفي السابق، ما بين الصين، ولوس أنجليس، وقطر، وريو دي جانيرو.. بعدها ظهرت إمكانية الانتقال إلى سيون السويسري، الأقرب إلى إيطاليا، وحينما بدأت تتحقق بزغت أستراليا، من الجانب الآخر للعالم. وبخصوص يوفنتوس، فإن مسلسل اللاعب السوبر في الهجوم لا تزال أمامه حلقات. وراميريز؟ إنه الرحيل الأبطأ في العالم. إنه يريد الهروب، لكن يبدو كما لو كانوا قد ربطوا حمالاته ببرجي بولونيا، فلا ملل أبدا في فناء سوق الانتقالات.

أحيانا يكون العرض محض كوميديا على الطريقة الإيطالية. يدعم زيمان طريقته 3/3/4 العزيزة عليه، لكنهم نسوا أن يمنحوه مهاجمي أجناب حقيقيين، في ما يشبه إعداد فطيرة من دون قمح. لو كان كابراري وفيس قد لعبا الأحد الماضي في الاستاد الأولمبي، فما كان لكاتانيا أن يجد مخرجا يفلت منه. ويقر ستراماتشوني: «كنت أود تقديم أداء، لكن مع اللاعبين المتاحين سأقوم بشيء آخر».. مثل كونتي منذ عام. نصيحة، لا تغفلوا الساعتين الأخيرتين في فترة الانتقالات المجنونة، حيث يعد الميلان للاحتفال بضم لاعب وسط، لكن ماذا لو خطف منه الإنتر دي يونغ؟ مفاجآت وتحركات عبقرية.. في الفناء يوجد كل شيء، بخلاف الأموال.