الحظ يحالف اليوفي والميلان في قرعة دوري الأبطال

باولو كوندو

TT

تعد قرعة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم طائشة وساخرة أحيانا، ولكنها جزء من تقاليدنا الكروية، ولقد قدمت إلى الميلان الخير الواجب لنادٍ نشر هويته الكروية الأوروبية بفخر لعقود مضت، ولكنه الآن يشبه النبلاء الذين ذهبت عنهم ثرواتهم ويملأون مونت كارلو بالملابس قديمة الطراز قليلا والسيجار الفاخر. ويحتل الميلان الآن في الخفاء المركز الثامن في زمرة النجوم، كما لو كان الميلان العجوز بردائه القديم جالسا مع ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وتشيلسي، ذوي الثياب الأنيقة الجديدة التي لا يمكن أن يصيبها سوء. ولنحاول معا تخيل طقوس القرعة المعتادة عند اختيار الخصوم بلا مبالاة عند صندوق الاقتراع الثاني بقول الميلان: «بنفيكا؟ لا أتذكر النشيد الخاص به، ولكن سيكون الأمر مرهقا في ميلانو، ومانشستر سيتي اغتنى مؤخرا. ولنتجنب مواجهة دينامو كييف لأنها تذكرني بلاعبنا العزيز شيفيتشينكو، أما عن شالكه الألماني فهو يضم بطل الميلان السابق هونتيلار، وفي هذه الأيام أيضا من غير الجيد تذكره. وعلى العكس ستكون مواجهة زينيت سان بطرسبورغ الروسي مثالية، حيث لم يذهب غالياني من قبل إلى هناك، وسباليتي، مدرب الفريق الروسي، لا يمزح في عمله». وفي صندوق الاقتراع الثالث أضاف الميلان، قائلا: «ويبدو باريس سان جيرمان بهيا في حُلته الجديدة. ولفريق غلطة سراي التركي سوابق سيئة معنا، وربما يعود إلى اللعب مع بطله المعتزل هاكان سوكر. وماذا عن أياكس الهولندي؟ ها هو الخصم الذي يليق بنا، وللأسف تعد عناصر الفريق شابة للغاية، ومن يدري متى ستبدأ الركض. وقد نحتاج إلى مواجهة أحد خصومنا القدامى، ولكن الأقل حيوية. هل تقصد أندرلخت؟ أخذتها من على لساني». وفي صندوق القرعة الرابع قيل للميلان الآتي: «هنا نحن سنعرض، أي سنختار الأسوأ. وستواجه فريق مالقا بأثريائه العرب، فحينها لن يُقال إن الميلان يرغب في تجنب القوى الجديدة».

جدير بالذكر الآن أن نادي زينيت سان بطرسبورغ الروسي لم ينجح في تحقيق صفقة سوق الانتقالات الكبيرة (ولا يزال يحاول ضم هالك وناني)، كما أن أندرلخت وضع أنفه مؤخرا في عالم كرة القدم الكبير وشيخ مالقا أقل سخاء من المتوقع، لدرجة أن الكثير من اللاعبين في الفريق على وشك الرحيل كما فعل سانتي كازورلا (وماريسكا). إذا نظرت قرعة الدور 32 لدوري أبطال أوروبا بعين الرحمة للميلان، بطله السابق المليء بالسحر والمفتقد للأموال، لتهديه قرعة جيدة لصالحه، حيث يمكن للميلان النجاح في مواجهة خصومه. وسيقوم المدرب أليغري بإعادة بناء الفريق مع علمه بأنه سيبذل أقصى درجة من الالتزام حتى عطلة عيد الميلاد، ولكن من دون أن يواجه مقصلة الاصطدام بفريق كبير في وقت قريب.

وحتى وإن كان في الأعماق لم يشاهد القرعة تخرج بنتيجة سيئة، لم يكن لليوفي أن يحظى بنتيجة أفضل من تلك. بل في ظل هويته المجددة مؤخرا، لم يكن ليرغب في أفضل من ذلك، نظرا لأن من عاد من مكان بعيد إلى دوري الأبطال يكشر عن أنيابه لتحقيق الفوز، حيث يمكننا تصور اليوفي الشرس يصف نفسه، قائلا: «لا ينبغي علي الانتظار أكثر من ذلك، فأنا أنتمي لصندوق الاقتراع الأول، ولكن انتهى بي المطاف في الصندوق الثالث لأسباب أخرى. ويتعين علي الآن اللعب مع مانشستر يونايتد وبرشلونة. فأنا عدت، الآن ودائما، وأدعى يوفنتوس». وعلى هذا النحو حالف الحظ فريق اليوفي أيضا، بنتيجة القرعة التي تجعله في المجموعة الخامسة مع تشيلسي في ظل توفر منفذي هروب بمواجهة فريقي شاختار الأوكراني ونوشيلاند الدنماركي. وعلى هذا النحو يمكن لفريق السيدة العجوز إثبات ذاته في ظل القرعة الإيجابية.