حَطوها براس ماتورانا

مصطفى الآغا

TT

لن أتحدث كثيرا عن تفاصيل قمة الرياض الكروية بين النصر والهلال فالكل تابعها والكل تابع تبعاتها وتعليقات جماهير الطرفين عبر «تويتر» و«فيس بوك» وحتى في البي بي وهي تعليقات تظل لطيفة طالما بقيت ضمن حدود الأدب وعدم استفزاز الطرف الآخر مع اعترافنا أن المناوشات بين كل الأندية المتنافسة والمتجاورة في العالم تبقى الملح والبهار الذي لا بد منه ولكن إن زاد عن حده (تشيط الطبخة)..

وكمتابع محايد أقول إن النصراويين بمجملهم كانوا يقولون بعد أول أربع مباريات إن هذا الموسم أفضل بكثير من المواسم السابقة وحتى بعد خسارته من الاتحاد في الرياض أكد الجميع أنه كان الأفضل في المباراة ولا يستحق الخسارة ولم أسمع أن ماتورانا «كبر بالعمر ولا يوجد لديه ما يعطيه وهو لا يناسب النصر نهائيا ولا يعرف كيف يقرأ المباريات ولا كيف يدير المباراة لا بل هو سبب إصابة حسني عبد ربه (التي يرى فيها البعض أحد أسباب خسارة النصر بالثلاثة)»..

بالمقابل لم يكن حتى أشد محبي الفرنسي كومبواريه يستطيع الدفاع عنه أمام جماهير الهلال التي طالبت علنا بإقالته لأنه هو الآخر صاحب سيرة ذاتية ضعيفة وليس على مستوى الهلال وأذكر أن زميلا قال لي إنه لم يغادر فرنسا أساسا وليست لديه خبرة في تدريب فرق كبيرة مثل الهلال فكيف يتعادل مع هجر ويخسر من الفتح ويتعادل مع الاتفاق في الدقيقة 92 ولو كان يعرف كيف يدير مباراة لخرج بنقاط الاتفاق كاملة غير منقوصة أما فوزه على نجران بالستة فلم يترك ذاك الأثر الكبير أو الدفعة المعنوية التي تسمح بالدفاع عن المدرب ورؤيته حتى بات البعض متأكدا ومقتنعا أن الرجل راحل.. راحل إن لم يكن عاجلا.. فآجلا.

ولكن الرجلين أي ماتورانا وكومبواريه تغيرت النظرة إليهما 180 درجة بعد مواجهة الرياض فبات ماتورانا هو السبب الأول والأخير والوحيد للخسارة وبات فكر كومبواريه وجهوزية لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين وقراءته الممتازة للمباراة ومعرفته بثغرات فريق النصر هي التي ساهمت مجتمعة في هذا الفوز الكبير الذي مسح كل «مساوئه» السابقة على الأقل هذه الليلة وربما في الليالي التي ستليها بانتظار مباراة قد تعيده لدائرة الشك من جديد..

بالطبع أي مدرب في العالم مهما كانت سيرته الذاتية تبقى النتائج التي يحققها هي التي ستحكم عليه سلبا أو إيجابا وهي التي ستقرر مصيره مهما كان حجمه ولكن بنفس الوقت هناك فرق بين أن نقول إنه لم يوفق وأن نقول إنه لا يفهم كرة قدم وإنه غير مؤهل لقيادة أحد فرقنا أو منتخباتنا.